موعدٌ مع الأمنيات

ساعات معدودات وتشرق الدنيا بأنواره الوضيئة ونفحاته الطيبة . لياليه المباركة تتضوع إيمانا وخشوعاً ونعيماً . نعم إنها أجمل اطلالة لأجمل هلال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام هلال خير ورشد  .ولطالما دعونا الله أن يبلغنا أيامه شوقاً إليه .

رمضان يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أدبر ! تشتاق النفوس المؤمنة لتلك النفحات الإيمانية التي تظلل كل لحظة من لحظاته الغالية .

إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا … دعونا نجعل  هذا الشهر لله نمنح فيه نفوسنا قرباً صادقاً من الله نعيد فيه تهذيب أرواحنا ، نلم فيه شعثنا الذي تفرق وإيماننا الذي تخلق .

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم [صحيح الجامع].

ورمضان فرصة لتلك الأماني الكامنة في نفوسنا من سنوات دعونا الله بها في جوف الليل لكن لعله لم يحن الوقت بعد .   سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمدٌ وللأمد انقضاء

اجمع أمانيك كلها ثم بثها لخالقك فلقد جاءت آية (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ …) عقب آيات الصيام مباشرة .

إن لربكم في شهركم نفحات فتعرضوا لنفحات ربكم . أقول لعللك تصيب نفحة من نفحات هذا  الشهر الكريم تكون نهاية لهمٍ لطالما أرّق منامك ولحلم لطالما عانق خيالك .

رمضان شهر القرآن ليكن خير رفيق لك طوال هذا الشهر تلاوة وتدبرا آناء الليل وأطراف النهار .تأنس به من الوحشة  كتاب ربك كلام ربك أطيب صاحب  وخير جليس وأكرم شفيع .

ليلة القدر ! ليلة عالية الشرف هي موعد لكل الامنيات الجميلة  ، نعم أنا وأنت لدينا من الأماني والتي ربما مضى عليها دهراً من الزمن ونحن ننتظر بارقة أمل أو رؤية صادقة أو بشارة من محب بتحقيقها . لكن رويدا وأرجو أن لا يتسرب اليأس إلى قلبك احتفظ بكل أمانيك وإياك أن تتنازل عنها وأحسن الظن بربك فما تراه مستحيلا يأت به اللطيف الخبير في طرفة عين.

 حقق الله لي ولكم كل الأمنيات الكامنة في صدورنا وسنظل نعيش بأمانينا طول العمر فإن تحققت فالحمد لله وإلا فالموعد الجنة برحمة الله هناك حيث تتحقق كل الأماني. إنها الجنة كما ورد : لا خطر لها هي -ورب الكعبة – نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد .

أدركت موسم الطاعات فإن استطعتَ ألا يسبقَك إلى الله أحدٌ فافعل.

 عبدالرحمن مصلح المزروعي

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “موعدٌ مع الأمنيات

د.عبدالرحمن حمود يحي الغامدي

أصبت كبد الحقيقة ، ذكرتنا بهذا الشهر العظيم ، حقق الله لجميع المسلمين الأمنيات.

ابوسعيد

صح بيانك وسلم بنانك درر نثرتها اشرقت باشراقة ثغرك وتعطرت بنفسك و نبعت من قلب محب للخير له وللغير نفع الله بك وكتب اجرك ورفع قدرك

عبدالله ليان

جزاك الله خيرا أبا عاصم .. اللهم ارزقنا عمل الطاعات في هذا الشهر الكريم وكسب اجر ليلة القدر .

تميم

يا شيخنا جزاك الله خير والامنيات كثيره والها الله يرد لنا المسجد الاقصى ويحفظ الامه الاسلاميه من شر الفتن والحروب وربنا يحفظ لنا بلدنا وحكامنا ويديم علينا نعمه الامن والامان

متعب الصعيدي

جزاك الله خيراً الله خير على التذكرة الطيبة بالأسلوب الحسن
وفقنا الله وإياكم والمسلمين للصيام والقيام وتقبل منا ومنكم
وكل عام والجميع بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *