سَينبتُ الجرح ورداً وسيخضّر قلبك وسينثر الورد في قلبك ستعود نفسك إليك وستجد من يعوضك عن كل ما خسرت لكن لا تستعجل (ما بعد العسر إلا اليسر), وهذا وعد الله ليس وعد بشر! (ومن أصدق من الله قيلا)؟ قد يكون سبب أذيتك طيبة قلبك وصدقك مع كل من تقابل, صَادق في محبتك, في عتابك, في خوفك, وفي غَيرتك, وهذا ما جعلك تعاني, لم يُجازوك بالحسنة إلا السيئة, هذا قانون بعض البشر, أما في قانون رب البشر الحسنة بعشرة أمثالها وأكثر، أن تقف معهم في كل أمورهم، وتضيق لضيقتهم، وتحزن لحزنهم، وتخرجهم من كل مايزعجهم هذه حسنة، أن يكون عطائُك أكثر من أخذك هذه حسنة، أن تعذرهم في سوء ظنهم وغيابهم ومقابلتهم لك بالسوء بعد الإحسان هذه حسنة، أن تسامح في كل مرة ولو قطرة من اعتذار أو ندم هذه حسنة، إن احتسبت كل ما فعلت لهم فإن حسبُك الله هو يتولاك ويعوضك أكثر مما خسرت، كُن صادقاً ولو لم تجد .. صادق غيرك، ولا تشتكي للناس همك فالشكوى لغير الله ذُل وانكسار، وسجده له قد تُخفي كل ما أهمك وأنت بعزتك وكرامتك.
عبدالرحمن بن عيد بن عويض العبيدي السلمي
جامعة أم القرى – مكة المكرمة