جدي الحب الذي لا يغيب

عندما كبرنا  لاتزال هناك صور مرسومة عن طفولتنا تظل في أعماقنا إلى أن نموت، وهناك شخص ربما هو القدوة الذي أثر في حياتنا ومفاهيمنا وأخلاقنا وتربيتنا،
وتتجدد الذكريات إلى روح جدي، جدي الحب الذي لا يغيب.
 روح غابت منذ سنوات وبقي طيب أثره خالدا في قلوب أحفاده
شخص لاتربطني به علاقة سوى انه زوج جدتي، ربما فقدت أجدادي الحقيقيين ولم اعرفهم، لكن عوضني الله بإنسان لايشبه نقاءه وجمال عشرته أحد ، نعم جدي رسم معنى السمو الإنساني والأخلاقي ، وتأبى الذكريات إلا أن ترحل وتعود إليه ، ممتزجه بالحنين والوفاء والشوق هذا المقال تكريم  لروح جدي الطيبة
إلى ذلك الرجل الطاهر مازال في الذاكرة شيء لا يوصف من الامتنان والحب والشكر فمن لا يشكر الناس لايشكر الله والاعتراف بالحق فضيلة
جدي ربانا على الكرم و النوايا الطاهرة وفعل الخير، غرس في قلوبنا حب الناس والإحسان إليهم ،
جدي .. حقا اشتقت إليك. واشتقت إلى مزرعتك التي لم يبق فيها أي شيء من اثرك بعد رحيلك ، وصدق من قال أن النخيل يموت بموت صاحبه. اعلم أن مزرعتك تفتقد وجودك، واعلم أن مسجدك الذي كان من الحجر أشتاق كثيرا إليك، واعلم أن صباح العيد يشتاق إلى خطواتك نحونا وانت تقبل جبيننا وتعلن أنه يوم سعيد، نعم كان يوما سعيدا بوجودك ، اذكر ثوبه الذي يحتفظ به للعيد من العيد للعيد. ،كان جدي من زمن الأولين الذين يحافظون على كل شيء وربما ترك بصمته في حياتنا لأنه إنسان محسن ذو سيرة طيبة ،ومثله لاينسى بل يظل خالدا في نفوس محبيه.
جدي في كل عيد تتجه عيني إلى كل مكان في منزلك ومزرعتك لعلي أجدك  هناك ، ومازلت على الوعد أعايدك كل عام ولو ابتعدت عن قريتي، أعود إليك كل عيد لأنك أنت الحب الذي لا يغيب، ولأني لا أشعر بالفرح إلا في قريتك، نعم ياجدي عشت في المدن لكن شوق الرحيل يأخذني إليك.
شكرا لمهرجان الزراعة وجدت فيك مافقدت، مهرجان أعاد معه الذكريات الجميلة والشوق إلى زمن الطيبين لايغادر ذاكرتنا، ولابد أن نعود إلى ماضينا الذي انطلق منه حاضرنا وواجبنا هو الحفاظ على موروثنا الجميل من الأجداد الذين كانوا شعلة نشاط وخيرهم ينير سماء حياتنا ، ولابد من تربية الجيل على العادات الجميلة وغرس مفاهيم الولاء والانتماء لهذه الأرض المباركة، ازرعوا في نفوس صغاركم حب ماضيكم ولنجعل علاقة ود واحترام مابين الأجيال. لنحقق التكامل والجمال.

كان جدي قليل الكلام،له هيبة ووقار، يعمل بنشاط وفرح  علاقته بمزرعته مميزه يذهب فجرا ويعود قبل صلاة الظهر ثم يعود العصر ونهاية اليوم يعود بالثمار، تمر أو طماطم أو باذنجان أو بطيخ ، محاصيل كثيره ونعمة كبيره وخيرات اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، كانت لها نكهة لذيذه  لأنها زرعت بيد جدي الطيبة الكريمة ، وأي كرم بعد كرمك ياجدي ؟!
وعطاء جدي لاحدود له ،ينادينا ويقول ان هذه النخلة هدية لحفيداتي الصغيرات وكما يقولون الصغير لاينسى من أكرمه وأحبه، تكريمه لنا ومحبته ، جعلتني أنسى أن والداي يتيمان ،كان جد حقيقي تربطني به المشاعر النبيلة ،كرم واحسان وحب عميق لهذا الجد الذي افتخر به جدا . الله يرحمك يا جدي.
(جدي يديه بالخير تنساق جعله بالجنة باسط يدينه)
 والله يرحم جميع موتى المسلمين. ويحفظ  المسلمين ويوفقهم لمايحبه ويرضاه.

 

عواطف الثلابي
إدارة عامه تنظيم وتطوير إداري خريجة جامعة الملك عبدالعزيز

awatef77777@

12 تعليق على “جدي الحب الذي لا يغيب

وضاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما تكون الحروف نقيه والكلمات صادقه سوف تصل الى القلوب وتحرك المشاعر مشاعر الحب والوفاء والفخر والاعتزاز تجاه من عانوا في حياتهم الكثير والكثير من الشقاء والتعب وقسوة الحياه ومع هذا كله لا يسكن في حنايا قلوبهم الا الحب والتضحيه والايثار لينثروا السعاده والحب على محيط الاسره والمجتمع رحمهم الله بواسع رحمته واسكنهم فسيح جناته وامد الله فى عمر من يعيش معنا بالصحه والعافيه
ابنتى سمو الذات ابداع فكرى وبلاغي وثقافي
بارك الله فيك وجزاك خير الحزاء

إبراهيم يحيى أبوليلى

نعم إنه الوفاء الذي زرع في قلوبنا فهناك أناس لا يمكن أن ننساهم مهما توالت السنون فهم يظلون في ذاكرتنا تظل كلماتهم ترن في ٱذاننا همساتهم ولمساتهم الحانية نحس بها كلما داهمتنا الهموم والأحزان نرى أيديهم الحنونة تربت على اكتافنا تمسح ادمعنا تقول لنا في حنان لم تضاموا فإذا تعثرنا وسقطنا يوما نرى سواعدهم تمتد الينا لتشدنا وتقيمنا واقفين تسندنا وتمسح عنا غبار السقوط أناس كنا نرى الآمال تبرق من أعينهم لعظم إيمانهم وتوكلهم على خالقهم هم صحيح رحلوا عنا ولكن أنفاسهم نحسها قبلاتهم الحانية مازلنا نتحسسها في وجناتنا … كل شيء نراه يذكرنا بهم كل شيء يحمل عبق الماضي يذكرنا ويحرك ذاكرتنا ونراهم ماثلين فيه يبتسمون لنا من خلال جدار الزمن الذي ضربه الموت بيننا ولكن نحس طيبتهم حنانهم رقتهم فرحمهم الله جميعا وانزل على قبورهم شٱبيب الرحمة وسحائب الرضوان …. اختنا سمو الذات قد حركت فينا بمقالك الرائع هذا كل شجون الماضي فبارك الله في قلمك وحرفك الأنيق الذي يخرج من اعماق قلب ملؤه الوفاء بوركت وسددت

أبوعابد

رحم الله جدة يا عواطف ورحم أجدادنا كلهم وغفر له
ذاك زمن الطيبين أصحاب القلوب البيضاء
آه على ذاك الزمان
ولى ولن يعود

محمد الصحفي

شكراً للكاتبة هذا الوفاء الجميل لجدها
وشكراً على أسلوبك الجميل

سمو الذات .

والدي الكريم وضاح بارك الله فيك ونفع بك واشكرك انت قدوه واشكر دعمك المتواصل ويشرفني جدا ان اكون ابنتك.
الكاتب الكبير والأب الناصح ابراهيم ابوليلى جزاك الله خير شكرا لك وبمثلك نفتخر.
ابو عابد والدي الكريم شكرا لك ونفع الله بك والله يرحم جميع اموات المسلمين ويجمعنا الله بهم في جنات النعيم.
محمد الصحفي شكرا لك والدي الكريم وبارك الله في امثالك.

تميم

الله يرحم جدك وأجدادنا جميعا أمين الحاجه الوحيدة اللي تمنيتها أنى شفت جدي وجدتي وعشت معاهم لو ايام الله يرحمهم بصراحه الموضع ائثر فيه كثير لان تذكرت سوالف الوالد عن جدي الله يرحمه والوالدة عن جدتي الله يرحمها وأقول لمن جده وجدته عايشين الله الله بهم واحمد ربك انهم عايشين لأنهم نعمه من ربنا. اما صور الطفولة كلها طق وظرب نتهاوش في الشارع وننظرب في البيت خيزرانات تكسرت فوق جسمى بس استاهل كنت حق مهاوشات ومشاكل
خاصه مرحلة الثانوى بس الحمدلله الظرب جاب نتيجة نفسي ألاقي شي إيجابي عشان أحكيه لأولادي في المستقبل عن ايام الدراسه

اوجاع كاتب

جدي الحب الذي لا يغيب كلمات اختزلت كل مشاعر الحب والوفاء والانسانيه في زمن النسيان وزمن الجحود زمن الالم والقسوه زمن الزيف والرياء زمن فيه فقدنا بعض ادميتنا وانسانيتنا والبقيه المتبقيه منها اشلاء ممزقة هل هي دعوة رجل صالح علينا في لحظه غضب اصابتنا
لا ادري
حينما قرأت المقال احسست بان الدنيا ما زال فيها الخير
كم كان الشعور جميل هنيئا لكل جد بحفيد او حفيده تدعوا له وتذكر محاسنه

سمو الذات .

الأخ تميم شكرا لك جزاك الله خير
الاخ اوجاع كاتب جزاك الله خير الخير ولله الحمد موجود
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.

أحمد بن مهنا

طبيعة الإنسان بفطرته ميال للشيم والقيم وحسن التصرف في والتعامل مع الطوارئ … و هذه المقالة ماتعة جدا ، أجادت الكاتبة رواية أحداثها ، فأثارت بها الإعجاب .. والأشجان ، وأمتعت قارئها .
ولا أشك في جميل أثرها .
شكرا لك كاتبة المقالة .

ابوطالب الزين

كلام جميل يحمل كل عبارات الحب التي لا ولن يمحوها الزمن تتجدد بالمكان والزمان ومفردات الحروف التي رسخت في العقل والقلب معا تبعث في النفس الارتياح حتى وإن رحلوا جميل هذا المقال لأنه يلامسنا جميع

لافندر

وذكريات داعبت الفكر والظن الجميل و روت ماض لايغيب وعطرت حاضراً يحفظ الود ويبني الآمال بشذا الذكريات العاطرة الوفية ❤️❤️❤️

مواطن واقعي

سلم على جدي وقله طفارى
‏مافادنا مركاض خيله وشلفاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *