السلام عليكم أنا ليث من الرياض بس أنا مبتعث في هولندا وعمري٢٣ سنة ..
رح أحكي لكم قصتي اللي كنت أتوقع أني لن أعيش لكي أحكيها لكم !!
مره وأنا في الكلاس فجأة هبت عاصفة ، لذلك جلسنا أنا والطلاب في الجامعة ، كنت طفشان ففكرت ماذا أعمل ، بعد دقائق جاء أحد أصدقائي اسمه ماركس عمره ٢٤ سنة من البرازيل وقال لي : ما رأيك نذهب لنادي القصة ، أنا قلت موافق إكراماً له.
دخلنا نادي القصة ولاحظت أن الصمت يخيم عليهم ، و سألت وش فيكم ؟!
قالوا : اليوم قصة الجبل الأزرق الذي لا يبعد عن الجامعة مسافة بعيده !
بعد دقائق بدأ أحدهم يتكلم عن الجبل وأسهب في الحديث حتى أصابني الملل إلى أن قال أن هناك حكاية أسطورية حول الجبل الأزرق ، أنا هنا تحمست وبدأت أدقق في كل حرف يقوله .
فذكر أن الجبل تحرسه الجن بسبب موت أحد السحرة هناك .
دخل علينا الدكتور وقال : انتهت العاصفة ويستطيع كل واحد أن يعود إلى بيته . يا للأسف لقد كنت أريد أن أعرف أكثر عن الجبل الأسطورة وكنت أفكر أن أجلس في مكتبة الجامعة لوجود إنترنت مجاني ، ولكن من المستحيل أن يوافق المدير ؛ بسبب السرقات المتكررة .
**************************
بصراحة لم أنم بسبب فضولي حول الجبل الأزرق ، ولكن تذكرت أنه لدينا إجازة لمدة ثلاثة أيام فلن يشغلني عدم النوم ، فتحت الشيخ ” قوقل” من أجل أن أعرف أكثر عن الجبل وبعد بحث وتصفح نمت من شدة التعب .
ومثل كل يوم أصحى على صوت جارتي ؛ لأنني دائماً أوقف سيارتي في موقفها ولكن في الغالب أطنشها لأني أعرف أنه إذا ناقشتها سوف تعمل لي قضية و قررت إخراج سيارتي من موقفها ، وعندما رأيتها أمامي تذكرت قصة الجبل الأزرق وتذكرت أن جارتي موجودة منذ فتره طويلة في هولندا ، وسألتها مباشرة عن قصة الجبل ، قالت لي بأنها تعرف أن ساحراً مات هناك !! وقالت لي لماذا تسأل؟!
لكنني لم أجبها ..
**************************
وأنا في الطريق بالصدفة شاهدت فقال لي : ما رأيك تذهب معنا للجبل الأزرق .. لقد قررت أنا ومجموعة من الأصدقاء الذهاب غداً ، أنا هنا فكرت ! ولكنني خفت وترددت ، ولكنني لم أستطع مقاومة فضولي .
لقد كنت متحمس وخائف في نفس الوقت ، وغلبني النوم وأنا أفكر ، وصحوت على صوت ماركس ، وهو يقول لي لاتنس تجيب معاك سلاح !! .
هنا سمعت جارتي كلمة سلاح فخافت ودخلت بيتها وقفلت الباب .
وفي أثناء وقوفنا قلت لماركس أين الأصدقاء الآخرين ؟!! فرد علي : هو أنا وأنت وزميلي ، فسألته من هو ؟! فإذا بشخص يقول السلام عليكم أنا هنا .
تفاجأت به !! لأنه لا يوجد بالجامعة سعوديين. وعرفت بعد ذلك أنه ليس من جامعتنا ولكنه صديق لماركس واسمه ثامر من جدة و عمره ٢٣ سنة …
**************************
عندما وصلنا الجبل كان لونه أزرق وهذا الغريب وبدأنا نتسلق وكلما ارتفعنا بدأ يظلم المكان ويتحول اللون الأزرق إلى أسود.
ومازال ماركس طول الطريق يقول كلمات غير مفهومة ، ثامر كان يغني مع أن صوته بشع ولكنني أعزز له لكي لا أجرحه ، وفجأ يسقط ثامر ويقول خلاص تعبت ماني قادر ، ولكن ماركس قال سنواصل السير، هنا خاف ثامر أن يبقى وحده فقام وواصل معنا .
بعد ساعات وصلنا قمة الجبل وكان لونه أسود وليس أزرق أنا هنا خفت ، على العكس من ثامر الذي كان يصور.
غضب منه ماركس وكادا يتماسكان ، وبعد لحظات سقط ثامر وإذا بماركس يصرخ خائفاً هم هنا هم هنا ..
انتابني الخوف وأخذت أقرأ آيات من القرآن بصوت عالي وكنت أسمع أصوات صراخ وبكاء مع أنه مافي أحد غيرنا .
وكان ظهري ينزل منه دم وبعد قراءة الآيات وقف كل شيء ،
وفجأة سقطت على الأرض وغبت عن الوعي ، صحيت بعد فترة من الزمن فإذا قد ظهرت في جسمي بعض الجروح .. و لم أجد ماركس وثامر !
**************************
(أتكلم بصوت ثامر)
أخخ صحيت وأنا تعبان وجسمي مجروح وانصدمت عندما رأيت مجموعة كبيرة من الجثث والحيوانات التي تملك أجزاء حيوانات أخرى وأجزاء بشر .. أخذت أصرخ لعل أحد يمر ويسمعني !!
(أتكلم بصوت ليث)
أنا كنت جالس أجري وأصارخ باسم ثامر وماركس .. فإذا بي أسمع صوت يصرخ أيضاً و بدون تفكير أخذت أمشي وراء الصوت .
وقفت من شدة التعب و الجوع ورأيت مجموعة كبيرة من جثث الحيوانات ، لقد كنت جائعاً وأفكر أنني أكل واحدة من هذه الحيوانات ولا أموت .
في هذا المكان أنا أكلت من اللحم مع عدم معرفتي أهو حلال أم حرام ولكنني كنت أحس بطعم لذيذ مع أن اللحم كان واضح أنه فاسد .
توقف صوت الصراخ ..
سقطت على الأرض ربما بسبب اللحم الذي أكلته ، صحوت فلم أرى شيء ولكنني أسمع أصوات سيارات الشرطة والإسعاف ، فأغمي علي مرة ثانية وصحوت ورأيت أنني في مكان آخر كله أجهزة موصولة بشخص وعرّفني على نفسه .. أسمه لوهان عمره ٣٦ .. قال لي أن شخصاً اتصل بالشرطة وقال لهم أنه شاهد شخص مرمي على الطريق ، أنا انصدمت لأني لم أكن على طريق ، لم يتركني أسأله ولا أنطق بحرف وقال لي سيدخل عليك شرطي بسبب اختفاء ماركس جنفرز وثامر القحطاني فانتابني خوف أن أقع في مشكلة .
ولكن الحمد لله أنهم لم يقولوا لي شيء ، فقط سألوني أسئلة عن كيف و متي وأين ؟!
إلا أنه قبل مايخرج الشرطي قال لي يجب أن تغادر غداً لوطنك ونحن سوف نحجز لك تذكرة العودة .
**************************
(بعد رجوعي للرياض )
استقبلني أهلي استقبالاً حاراً ولكنني كنت طول الوقت أفكر ومشغول بسبب قضية اختفاء ماركس و ثامر ، كانوا أهلي يعرفون قصتي ولكنني أكره أن يتكلم أحد منهم عنها .
(بعد ٣سنوات)
قررت أرجع هولندا من أجل أن أتأكد أن ثامر وماركس اختفوا أم عادوا إلى منازلهم .
وأنا في الطائرة …
رأيت أحد الدكاترة توجهت له وسلمت عليه ، وسألته ماذا صار في غيابي ، قال لي عندما غادرت حدثت أشياء غريبة.
قال لي أن مجموعة من الدكاتره فصلوا من الجامعة ومجموعة تقاعدوا بسبب قضية اختفاء ماركس و ثامر .. هنا حاولت أغير الموضوع و قلت له كيف حال البنوته لوسي ، قال إنها دخلت الصف الأول
( لوسي بنت الدكتور ريتشارد كان يحضرها معه إلى الجامعة لأن أمها تكون مشغولة بسبب عملها ) .
**************************
(لما وصلت المطار)
قبل ان أودع ريتشارد أعطاني رقمه وقال أنه بعد فتره سيأتي للسعودية.
ذهبت للبيت ولكنني استغربت لأن بيت جارتي ليس فيه صوت حيث كنت متعود على سماع صوت أغانيها الكلاسيكية، رجع لي فضولي وقلت لماذا لا اسأل ماذا حدث لها في غيابي ، دقيت فتح لي الباب ولد عمره ١٦ قلت له أين صاحبة البيت رد علي وهو يبكي قال أنها انتحرت ، أنا انصدمت لم أعرف ماذا أقول ، قلت له طيب مع السلامة .
وأقبل أن أغادر قال لي شخص آخر انتظر صاحبة البيت تركت لك وصية.
لقد كانت تكرهني فكيف تركت لي وصية ؟ ولكنني أخذت الورقة وذهبت للكوفي شوب الذي كنت متعود الذهاب له ، وبدأت أقرأ الوصية و كان مكتوب فيها
( مرحبا ليث أنا جارتك أريد أن أقول لك أن ثامر و ماركس موجودين ولكن أرواح الجبل الأزرق استولت على جسديهما ) .
فرحت لأنني سوف ألتقي بثامر وماركس بعد ثلاث سنوات من الغياب ، و لكنني تذكرت أنها قالت أن الأرواح استولت على أجسادهم ..
تحمست للبحث عنهما وأخذت أفكر أين أجدهما فقلت في نفسي أكيد في الجبل ، ذهبت بدون أي تجهيز للجبل وخفت أن لا يكون لهما أثر ، فتوكلت على الله ومشيت وأنا أقول في نفسي لابد أن أنتقم منهم ، فبدأت اقرأ قرآن بصوت عالي وسمعت صوت مألوف يقول قف قف ! .. لقد كان صوت ثامر ، جلست أقرأ بصوت أقوى ، فسمعت صوت صراخ قوي .. فجأة توقف صوت الصراخ لكنني كنت أسمع صوت ثامر يقول لماذا تركتنا .
ووجدت ثامر ولكنه ليس ثامر الذي تعودت عليه كان نحيف لدرجة مو طبيعية و كان مبين عليه آثار التعذيب ، حاولت حمله ولكنه بكي وقال : ماركس اختفى لايوجد شي اسمه ماركس ، أنا انصدمت وسألته لماذا .. كيف ؟ ، قال أنهم طلبوا منا أن نكون عبيد لهم ، أنا وافقت وماركس رفض ..
لم يكمل كلامه وقال أنه لفترة طويلة لم يأكل لأنهم كانوا يأكلونه لحم حيوانات ميتة ..
نزلنا سريعاً من الجبل لأنني خفت أن يحدث لنا شيء وأول شيء عملته اشتريت أكل وذهبنا للبيت ليغير ملابسه ، كان يأكل بسرعة .. وقلت له هل هذا يعني أنك كنت طوال ثلاث سنوات وأنت عبد لهم ، قال لي نعم وأخذنا نتحدث حتى غلبنا النوم.
وتذكرت القضية فذهبنا لقسم الشرطة وكان ثامر لايعرف عن القضية شيئاً ، فقلت له أنه لما اختفيتم صارت عليكم قضية ، وعندما أخبرناهم أن ماركس مات بكى أحد رجال الشرطة.
أنا استغربت لما رأيته يبكي ولكنني اكتشفت أنه أبوه .. مسح دموعه وقال أنه يريد أن نحضر جنازته إذا وجد جثته ، فوافقنا ، وقررنا مغادرة مكتب الشرطة وقال لي ذلك الشرطي أنه يرغب أن يدخل في الإسلام .
**************************
(بعد مرور شهر من السالفه)
في عزاء ماركس كنت ألوم نفسي بأنني أنا السبب في كل ماحدث ، لأن ماركس كان متردداً في الذهاب للجبل الأزرق إلا أنني عززت له .
لوزانا محمد الرايقي – طالبة بالصف السادس الإبتدائي