لن تناموا هانئين

اسمع لصوت الخير الذي بداخلك ، الذي يسكن أعماقك ويناديك للخير ، لا تقل لم يصنع لي معروفاً أو خيراً حتى أصنع له أنا معروفاً أو خيراً ، لا تجعل المسألة حسابية بحتة ، بل اجعلها إنسانية صرفة بعيدة عن كل الماديات والزوائل ، فكل من زوال إلى زوال ، ويبقى الأثر، كن معاوناً للخير كن نبراساً للخير، لا تعتقد أنك قد تخسر إذا قدمت خيراً أيا كان ولأي كان، بالعكس تماماً أنت الفائز الأوحد ، فأنت من الخير إلى الخير وبالخير ومن خير إلى خير ومنتقدك من خسران إلى خسران وبخسران.

لا تستمع لنصائح بعض أهل زمانك العقيمة والمتردية والنطيحة، والتي لا تسمن ولا تغن من جوع ، كالذي يقول لك أنت أحمق أتعطي هذا بلا مقابل ؟ وتساعد ذاك بلا مقابل ؟ بل هو الأحمق لا غيره من يقول لك ذلك ، الخير نبراس العطاء والعطاء آيات من السخاء ، والسخاء نبع لا ينضب ، وما العطاء إلا خير على خير، لا تبخل حتى بكلمة طيبة جميلة تلقها في روع من حولك، ولو سأل السابقون على أي شيء نادمون ؟ لقالوا : على خير لم يبذلوه، وأنت بهم حتماً من اللاحقين ، فلا فرطت خيراً أستطيع بذله، أم قولك قد فرطت خيراً كثيراً ؟ ، واسعى في مساع الخير جميعها، فالخير كإناء عسل لا يضرك من أي جوانبه شربت العسل.

كن مجانباً لكل شر فاجتناب الشر غنيمة الغنائم، لعلك على ما فات من أيامك نادم، فأقول لك ما زال في العمر فسحة فاستدرك ما فاتك منه، وما ضيعته بدون خير تصنعه ، يا حسرة على لحظة لم تفعل بها خير، افعل الخير كفاك جدلاً ، لماذا أعطي ؟، ولماذا أفعل؟ ومواضع الخير كثيرة تحتاج لقلب بصير، وصبر عظيم ، وإنسانية تنبع من دواخلك ، كن خيراً على خير، كن سنداً لمن لا سند له، كن كثير العطاء ولو من قليل، وإن للخير صوتاً يسمعه كل قلب رهيف بصير، وكل ذي لب يعلم أن فعل الخير خير على خير.

بفعلك للخير تسمو بذاتك عن كل ماهو زائل، وتتجلى لك ذاتك واضحة جلية بضعفها، وتظل متعطشاً لكل خير، وتنبع في داخلك مساحة كبيرة من حب الخير وفعله، وتغمرك سعادة لا يضاهيها سعادة، سعادة حقيقية جملية رائعة، يخفق بها قلبك على الدوام، وتفوح سمعتك بين الناس كريح المسك، يرغبها كل راغب، ويقصدها كل قاصد، وعن لوم اللائمين لا تسأل، فلو علم لائموك ما بفعل الخير من سعادة، لسابقوك عليه في كل موضع ومقصد.

إخوتي وأخواتي انهضوا وعلى الخير وفعله اقبلوا، فما ضاع من كان للخير رفيقاً وعاملاً ، لا تركنوا إلى الكسل أو إلى الشر وأفعاله مثل بعض أهل زمانكم الذين يرون في الشر وأفعاله هيبة وذكاء وفهم للحياة بالشكل الصحيح، بل هم الحمقى وهم من جهل معنى الحياة الحقيقي ، فمعنى الحياة الحقيقي أن تعيشها بالخير ، تصدره بأفعالك وأقوالك وكل ما تملك إلى الآخرين، فالخير هو معنى الحياة الحقيقي ، ولا معنى للحياة دون الخير، الخير الخير الخير ، اقصدوا إخوتي وأخواتي فأنتم الخير، وكل الخير، أنتم الخير اسما والخير فعلاً والخير قولاً، أيقظوا الخير الذي بدواخلكم ، ولا تجعلوه ينام بعد اليوم، فإن نام الخير بدواخلكم لن تناموا هانئين ، وإذا فاق الخير بصدوركم نمتم هانئين.

 

إبراهيم سيدي  abr14ab@

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “لن تناموا هانئين

أ. نويفعة الصحفي

إن أشرف عباد الله وأحبهم إليه من كان أكثر نفعا لعباده الأخرين ، و يكون نفعه لهم بما يسديه إليهم من معروف ، وما يقدمه لهم من نفع ، وما يدفعه عنهم من شرور ونقم ، وما يقدمه في سبيل قضاء حوائجهم ، والتخفيف عنهم ، والوقوف معهم ، وعونهم ، فمن كان حريصا على كل ذلك كان من خير الناس وأحبهم إلى الله تعالى كما جاء في الحديث ( و خير الناس أنفعهم للناس ) .
شكرا لكاتب المقال على جميل ما كتب …

إبراهيم سيدي

شكرا أستاذة نويفعة الصحفي على تعليقك الأكثر من رائع وعلى اقتطاعك جزءمن وقتك الثمين للاطلاع على مقالتي والتعليق عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *