هدر الموارد فساد!

قبل أسبوع كنا نحتفي بيوم الجودة العالمي ونكرّم سفراء الجودة والتميّز ونشدو بكل جميل يستحق أن نفخر به ونذكره في مثل هذا اليوم، واليوم وحتى تكتمل جودتنا الشخصية والوطنية يجب أن نكون أكثر وضوحًا وشفافية ونزاهة في اليوم الدولي لمكافحة الفساد؟ ونلقي الضوء على أول مواطن الفساد، وهو هدر الموارد وسكوتنا عن الهدر هو الفساد بعينه!، فما هو الهدر التربوي؟ وما هي مواطنه؟

الهدر يعني كل عنصر أو شيء غير ضروري في موقع العمل ويجب التخلص منه وفي مجال التعليم يعني وجود خلل في التوازن الوظيفي للعملية التعليمية  فيصبح حجم مدخلاتها أكثر بكثير من حجم مخرجاتها، الأمر الذي يعني عبئًا إضافيًا على ميزانية التعليم ويمثل تحديًا كبيرًا يواجه الجهات المشرفة على التعليم، وأكثر مواطن الهدر التربوي وضوحًا تتمثّل في الظواهر التالية ” التسرُّب – الرسوب – الغياب – عدم الاستثمار الأول للتقنيات والأدوات – عدم قدرة المدرسة على الإفادة من الوقت المتاح للعملية التعليمية ” .

ولتوضيح جوانب الهدر ، نذكر أن الوضع المثالي أن ينتقل الطالب من الصف إلى الصف الذي يليه مع بداية كل عام دراسي حتى ينهي المرحلة التعليمية ويتخرج حسب المدة المقررة ، لكن حركة تدفق التلاميذ في النظام التعليمي تتعرض في الواقع لظاهرتين تحدان من فعاليته ومردوده الكمي وهما الاجتماعية والاقتصادية.

ويمكن استخلاص أن أبرز السلبيات الناجمة عن تفاقم الهدر التربوي في التعليم يتمثلان في ” التسرُّب والرسوب ” ، حيث يتركان آثارًا سيئة على البنية التربوية ومن تلك المشكلات ما يلي :
– افتقاد الكفاءة المتوقعة من العملية التعليمية ، نظرًا لعدم تحقُّق الأهداف التعليمية الموضوعة للمراحل التعليمية المختلفة.
– الإحباط النفسي البالغ الأثر على كافة أطراف العملية التعليمية من جراء الرسوب والتسرب والغياب المتكرر دون مسوّغ مقبول.
– تدني مستوى مخرجات المراحل التعليمية المختلفة نظراً لتدني الكفاءة الداخلية للتعليم.

وكثير من أنواع الهدر الظاهر لنا والخفي والذي يستوجب الوقوف عنده والتخلص منه مهما بدا الأمر صغيراً وإلا فنحن لم نحقق ما نصبوا إليه .

أ. منى غازي المحمادي
مشرفة الجودة الشاملة بمكتب تعليم خليص

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *