حدث في مثل هذا اليوم: سقوط «غرناطة» آخر حواضر الإسلام في الأندلس

كانت الأندلس حاضرة من أهم حواضر الإسلام؛ حيث العز والقوة والشرع والوحدة والإيمان، ولكن لأن لكل شيء إذا ما تم نقصان؛ فقد دبّ النقصان في تلك المملكة الإسلامية العتيدة، وانقسم حكام المسلمين على أنفسهم، ودخلت الأندلس في حقبة تسمى حقبة «ملوك الطوائف» وحاربوا بعضهم البعض، بل واستعان بعضهم بالنصارى على إخوانه كي يحافظ على كرسي حكمه!

ودب الضعف في أوصال دولة الإسلام في الأندلس، وسرى الوهن في أطرافها، وراح العدو القشتالي المسيحي المتعصب يسقط الإمارات واحدة تلو الأخرى، ولم يكد ينتصف القرن السابع الهجري حتى كانت ولاية الأندلس الشرقية والوسطى في قبضة النصارى القشتاليين، وأصبحت حواضر الأندلس الكبرى أسيرة في قبضتهم؛ حيث سقطت قرطبة وبلنسية وإشبيلية وبطليوس، وهي حواضر كانت تشع علمًا وثقافة وحضارة.

ولم يتبقَ من حواضر الأندلس إلا غرناطة، حيث كانت المدينة الأقوى والأكبر، وتجمع الصليبيون حولها بقيادة «إيزابيلا الأولى» ملكة قشتالة و«فرديناند الثاني» ملك أراغون، وحاصرا بقواتهما غرناطة حصارًا شديدًا، وأتلفا الزروع المحيطة بالمدينة، وقطعا أي اتصال لها بالخارج، ومنعا أي مدد يمكن أن يأتي لنجدتها من المغرب الأقصى؛ حتى تستسلم المدينة، ويسقط آخر معقل للإسلام في الأندلس.

أهالي غرناطة مروا بمعاناة قاسية خلال شهور الحصار، وقامت القوات الإسبانية بتحطيم وحرق الحقول المجاورة للمدينة، ما تسبب في مجاعة رهيبة بين سكان غرناطة، ولهذا السبب أكلوا الخيول والكلاب والقطط، ولم تكن تملك غرناطة سلاحًا أقوى من الشجاعة، ولا أمضى من الصبر في المواجهة والثبات عند اللقاء، فصمدت إلى حين، وظلت المدينة تعاني الحصار زهاء سبعة أشهر.

وحاول الفرسان المسلمون أن يدفعوا هجمة النصارى الشرسة بكل ما يملكون خارج أسوار المدينة، لكن ذلك لم يغنِ من الأمر شيئًا، فالأحوال تزداد سوءًا، والمسلمون تتفاقم محنتهم، وانقطع الأمل في نجدتهم من بلاد المغرب.

وفي مثل هذا اليوم 21 من المحرم 897هـ، وقع “أبو عبد الله محمد” سلطان غرناطة معاهدة استسلام للقشتالين الصليبيين، وكانت بنودها تقتضي حرية العبادة للمسلمين وحفظ حقوقهم وديارهم، إلا أن حكام الأندلس الجدد لم يكن لهم عهد ولا ذمة؛ فأعملوا في المسلمين القتل والتعذيب والتنكيل، وأجبروهم على التنصير، وبدأ عهد محاكم التفتيش، تلك المحاكم التي كانت تُنصب للمسملين ويُسام فيها كل من يثبت أنه مسلم أشد العذاب حتى تفيض روحه إلى السماء.

3 تعليق على “حدث في مثل هذا اليوم: سقوط «غرناطة» آخر حواضر الإسلام في الأندلس

قلم

جميل و رائع

كريم

إن لله و إنا إليه راجعون

كريم

صدق رسول الله …لقد

أصابنا الوهن…حب الدنيا و كرهية الموت…..نسأل اللّٰه العافية في الدنيا و الأخيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *