يظن الكثيرون أن الصورة المنشورة أو المقالة المكتوبة تجعل من صاحبها شخصًا مؤثرا أو إنسانا ناجحًا، لكن ما أثبته الواقع أن كل تلك الأشياء لا تصنع شهرةً ولا نجاحًا؛ لكن يفعل ذلك قدرات الشخص نفسه وأهليته للأمر.
فعزيزي الباحث عن الصور والمهرول خلف الفلاشات راجع نفسك، فإن النجاح الحقيقي هو الإنجاز الذي تحققه لمركزك أو محافظتك أو منطقتك أو بلدك، فهذا النجاح هو الذي لا تحتاج أن تبحث من خلاله عن كاميرا تصورك أو مقال يمجدك، بل ستجد المجتمع يبحث عنك من أجل أن يتشرف بالتقاط “سيلفي” معك، ويفتخر بترديد اسمك في المجالس زهوًا وفخرًا لأنك ساهمت في تحقيق ولو جزء من أهدافه ومطالبه، فالأنجاز دومًا هو خير معبر عن صاحبه.
وإني رأيتُ في مناسبات كثيرة العجب العجاب من بعض هذه الشخصيات الورقية التي تراها تصارع وتقاتل من أجل التقاط صورة، وتسمعها تطالب وتستجدي الإعلاميين والكتّاب من أجل إبراز أسماءهم ضمن مقالاتٍ مكتوبة أو أخبارٍ منشورة، فللأسف الشديد هذه النماذج ملأت الدنيا ضجيجًا ولم تملأ المكان نجاحا؛ لانشغالها بمجدٍ زائفٍ في إطار صورة غير حقيقية، والسعي إلى مجد شخصي لتجميل نفسه فقط.
ومن هنا أطالب الجميع أن يقفوا في وجه هذه النماذج التي تسئ لنفسها قبل مجتمعها، كما أطالب الصحافة أن تقوم بدورها في عدم إبرازها لهذه النماذج، فلا تبرز إلا من يستحق البروز، ولا تظهر إلا كل ناجح في خدمة بلده ومجتمعه.
فإخفاء صور وأسماء هؤلاء الباحثين عن الشهرة ما هي إلا إحدى الحلول لعودتهم إلى المسار الصحيح، للنهوض بالتنمية والمشاركة فيها على الوجه الصحيح التي سعت لرسمه قيادتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي خالد الفيصل.
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب