إن لم تتبعني فأنت مبتدع

إن من المؤسف أن بعض الناس إذا رأى شخصا يعمل بخلاف مايعمل هو به ينكر عليه بشدة وربما هجره ولم يكلمه وهذه ظاهرة غريبة في مجتمعنا وليعلم الجميع أن الذي يعمل بعمل والآخر بعمل هم على خير مالم يكن هناك مخالفة في ديننا الحنيف
وسألني أحد الأشخاص في بعض المسائل وأخبرني بردة فعل الذي كان يثق في دينه وعلمه وبمجرد فعل واحد لم يسأله ولا يقبل منه ولو تكلم بعدها بكلام فيه فائدة. وفي هذا المقال بحول الله وتوفيقه سأتحدث عن هذه بنقطة رئيسية وهي من أهم المواضيع :
أولا : هل في المسائل الخلافية إنكار ؟
فأجيب عليه أولا المسائل على قسمين :
مسائل عقدية من خالف فيها يجب عليه الإنكار وينبغى أخذ شروط الإنكار والتي من أهمها مراعاة المصالح والمفاسد.
والنوع الأخر مسائل فقهية ساغ فيها الخلاف والخلاف معتبر فهذا لا إنكار عليه بإجماع الصحابة ومن بعدهم ولكن يكون الإنكار في مسائل الخلاف التي فيها شذوذ ولنذكر على سبيل المثال مسألة ربا الفضل:
كان ابن عباس رضي الله عنه الصحابي الجليل يرى جواز ربا الفضل وجمع من الصحابة يرون أن ربا الفضل لا يجوز
وأنا ذكرت ذلك ليس لأجل الترجيح فهذا مرجعه في مكان آخر ذكرت هذا لناخذ منه درس في كيفية التعامل مع المخالف.
فما واجبنا تجاه هذه المسألة التي اختلف فيها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا انظر يارعاك الله كيف تعامل الصحابة في مثل هذه المسألة والمسائل كثيرة جدا.
فكلام ابن عباس هنا يعتبر شاذ .. نعم هو اجتهد ويؤجر على ذلك كما ثبت ذلك في الحديث ((إذا اجتهد الحاكم ثم أصاب له أجران وإذا اجتهد ثم أخطا فله أجر ).
إذا ماذا يبقى لنا ؟
يبقى أن نقتدي بهم ونحترم المخالفين وإذا أردنا أن نبين لهم الأفضل فنتكلم معهم بكلام حسن وتعامل أفضل مما يتعامله بعض الناس في هذا الوقت
وكلنا نريد الحق من أجل هذا يقال اختلاف الراي لايفسد للود قضية.
انت تخالفني وانا أخالفك لايعني أنك تستبيح دمي وتتكلم في عرضي.
وبعضهم يقول إما تتبعني لان الشيخ كان كذا وكذا وإذا قال له الأخر لا عندي الشيخ فلان كذا وكذا قال أنت متساهل وتريد أن تتبع شخص لايفهم مثل هذا ثم اخر المطاف يقول له قم انت مبتدع او ممن يريد اخذ دينهم بالرخص
وليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا انظر كيف تعامله مع الأعرابي الذي بال في المسجد وكذلك تعامل مع الكفار ونحن نقول قدوتنا الرسول ولا نطبق شي من سنته كيف يكون ذلك .
لقد تركنا رسولنا الكريم على البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك
ثم اعلموا يامن يتعصب بشيخ او يشدد في دين الله بغير دليل تعصبك لايعني لنا شي والله عزوجل يوم القيامة يسألنا ماذا اجبتم المرسلين ؟
قال تعالى ((ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين ))
وليس معنى كلامي الطعن في العلماء أو احث الناس على الطعن فيهم بل يجب علينا احترامهم وتقديرهم.
وأخيرا
أوصي اخواني الخطباء ومن له دور في إلقاء الكلمات والدروس أن يتقوا الله ويختارو أفضل الأوقات ويراعوا عقول الناس وأن يجددوا لهم المواضيع التي تهمهم في دينهم وديناهم.
هذا مجمل القول ونختصر على ذلك والموضوع طويل جدا ولعلي كتبت مافيه الكفاية.
والله أعلم
واسال الله ان يرزقنا الإخلاص فيما نقول ويرزقنا اتباع الحق والبعد عن الباطل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تعليق واحد على “إن لم تتبعني فأنت مبتدع

ظافر المرامحي أبو هاشم

الله يجزاك بالخير
فعلا التضييق على الناس ينفر والدعوة بالكلم الطيب تجذب الناس؛ فالرسالة المحمدية ذات اتساع في أهدافها ومجالاتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *