حادثة المعلمة في عيون المجتمع

إن المتأمل في الردود على موضوع المعلمة المعتدى عليها يجد ما يثلج الصدر ويعكس رد المجتمع الواعي، لكن يستغرب جداً عندما يجد بعض الردود تقف في صف الأم، ومهما كان السبب وبأي حجة كانت وتحت أي ظروف لا نجد تبريراً لهذا الاسلوب اللاواعي.

المتأمل أيضاً في الوضع الحالي للمدارس والطلاب والطالبات والأهالي يجد من العجب ما قد يحدث خللاً، فعندما يعود الطالب إلى منزله بعد يومه الدراسي تجد الأم أو الأب يبدآن في طرح الاسئلة على ابنهم او ابنتهم عن أحداث اليوم الدراسي، ويبدأ الطالب في السرد ولو حدث أهله أن فلاناً ضربه تثور الثائرة وحالاً يكون رأي الأب أو الأم أن المعلم أو المعلمة الفلاني مخطئ وظالم، وقد تُكال التهم بلا تردد، كل هذا والابن يسمع ويكبر في نفسه شيئاً من الفرح والفخر مما قد يجعل الطالب خاصة صغير السن قد يخترع حتى ما لم يكن ليزهو أكثر.

لكن الواجب على الأم أو الأب أن يسمعا لابنهما وهو صامت لا يبين له أنه على حق، حتى لو كان كذلك، ومن ثم إذا كان الموضوع يستدعي التدخل يذهب بكل احترام إلى المدرسة ويعالج الموضوع بكل حكمة، وإذا لم يتم الحل في المدرسة فمعروف أين يتوجهوا، لكن لو فعلنا كلنا مثل تلك الأم ماذا سيحدث؟ ستكون فوضى وكلنا آباء وأمهات لطلاب وطالبات لو أطلقنا أيدينا بلا وعي أو تفهم ستكون كارثة، عندما يأتي الابن شاكياً لابد أن تسمع من الطرف آلاخر قبل الحكم.

لست معلمة ولا أقف في صف المعلمة، أنا أم أيضاً وأسمع في مجالسنا حديث الأمهات، ونسمع ما يدور، وبعض الأمهات هداهن الله لا تفكر حتى في سماع شيئ ضد ابنها او ابنتها وكأنه منزه لا يخطئ، والبعض يركز على أشياء عاديه تحدث بين الطلاب ويتم حلها في المدرسة، ولا يملك نفسه من حشر أنفه والتدخل فيما ليس من اختصاصه، أنت أرسلت ابنك او ابنتك وتعلم ما قد يحدث في مجتمع المدرسة؛ فعوده أن يتحمل ويتعامل باحترام أو أمسكه في البيت تحت نظرك لا يلمسه أحد، فكونوا واقعيين عقلانيين بلا تسرع ولا وقوف تام مع الأبناء والبنات بلا تثبت أو دليل.

والمتأمل في سلوك الأبناء والبنات في المدارس يسمع ويرى العجب؛ لم تعد المدارس كما كانت، قل الاحترام من الطلاب لمعلميهم، وزاد تشجيع الأهالي على ذلك بالحديث مع الأبناء في المعلم والمعلمة الفلاني وكيت وكيت، فلابد من رأب الصدع وتدارك الخلل، وعلموا أبناءكم الاحترام المفقود مع الأسف في أغلب المدارس من الطلاب والطالبات، لا نعمم، لكن بدأ الخلل ونخشي أن يتفاقم.

لابد من التعاون، ضعوا أنفسكم مكان المعلمة المعتدى عليها، ضعوا أبناءكم مكان الأطفال الحاضرين وما أصبح لديهم من صورة لن تمحى.

هذه الحادثة ينبغي ألا تتكرر في مجتمع مسلم؛ قبل كل شئ لا يضيع فيه حق، وكل إنسان واعي يعرف كيف يأخذ حقه بعقلانية، أين حق أخيك لا يظلمه ولا يحقره ولا يشتمه؟ أرى كل ذلك وقع في هذه الحادثة.

وأيضاً مجتمعنا القبلي لا يرضى بهذا الأسلوب وتلك الطريقة، حتى الأمور التي تحل بين الناس دون اللجوء الى إدارات ومحاكم تحل بكل عقلانية.

ما حدث يأباه كل عقل ولا يوافق عليه إلا مسكين فقير الفهم والإدراك، لابد أن تنصف المعلمة ويرد اعتبارها، لابد من علاج نفسيات الطفلات، ولابد من وقفة مع تلك الأم، وأن تعلم أنه مهما كان ما حدث فإنه لا يبرر فعلتها المشينة.

حجازية

17 تعليق على “حادثة المعلمة في عيون المجتمع

غير معروف

كلامك صحيح ي حجازيه وبأذن الله يرد اعتبارها ف القريب العاجل

اسراء محمد

لا والله ما جاها الا اللي تستاهله لما تجيك بنتك مضروبه ومهانه تعالي بعدين قولي كلامك ذا المنمق مره لا تعطين المعلم الثقه الكامله انا شفت وعشت ذي الاشياء تصلي وتصوم ولكنه ظالمه ومنافقه في عهدي تمنيت كذا أمي تجي وتاخذ حقي من مديرة المدرسة والمعلمات بس للاسف كلامكم هذا هو اللي أعطى المعلم اكبر من قيمته لدرجة انو الأهالي صاروا يكذبون اولادهم ويصدق كلام المعلم او مدير المدرسه وهم حسبي الله عليهم بس ??

النمر الصريح

التنظير سهل ولكن الواقع غير رددو الحمدالله الذي عافانا

علي ابو جهيم

من امن العقوبة اساء الأدب، لو كان هناك عقوبة رادعة لما تجراء احد على الهيئة التعليمية.
نعم هم غير منزهين ولا معصومين من الخطأ، ولكن ان تصل الأمور الى هذا الحد فأعتقد انه امر مرفوض تماماً. ولو كان هناك تجاوز من معلم او معلمة فهناك قنوات رسمية من خلالها تتم المطالبة. ولكن ان يتم التعدي بهذه الصورة التي حصلت فهو مرفوض جملة وتفصيل.
كما اثني على ما قالته الاخت في نشر ثقافة احترام المعلم او المعلمة وان حصل منهما تجاوز فنحكم فيه العقل والمنطق في معالجتة لا بهذه الصورة (الهمجية)التي حصلت.
والله الموفق والهادي الى سوا السبيل.

ام الغلا

مهما كان عظم الامر لايحق لاحد الاعتداء على شخص مهما كان هناك انظمه وقوانين لابد من الوقوف عندها…

عبده

بعض اولياء الامور لايعرفون للمعلم والمعلمة قدرا
ويزرعون هذا في نفوس ابناءهم وبناتهم
ما قامت به تلك الام تستحق عليه العقوبة الرادعة
ولا أقل ان تجلد في نفس المكان الذي اسأت فيه للمعلمة

محمد الرايقي

نشكرك كاتبتنا حجازية على طرحك المتزن
وعلى توجيهاتك التربوية للأسرة وللمربين من أجل المساهمة في بناء جيل يحترم التعليم والمعلمات .
فنحن لن نرضى بضرب أبناءنا ولن نتغاضى عن إهانة المعلمة وهناك أساليب وطرق لمعالجة مايقع على أبناءنا ، ولكن لن نقر بمبدأ الغاب كلا يأخذ حقه بيده .

خالد المرامحي

ما حدث يأباه كل عقل ولا يوافق عليه إلا مسكين فقير الفهم والإدراك، لابد أن تنصف المعلمة ويرد اعتبارها، لابد من علاج نفسيات الطفلات، ولابد من وقفة مع تلك الأم، وأن تعلم أنه مهما كان ما حدث فإنه لا يبرر فعلتها المشينة.

نقطة على السطر .

ياسر الشيخ

أتفق مع الأخت حجازيه بفي بعض الجوانب ولكن ايضا إدارة التعليم يجب عليها أن تعمل دورات للمعلمين والمعلمات في أساليب التربيه ومناقشة الطلاب بأسلوب جيد يتيح للطالب نوع من تقبل النصائح
في مدارسنا الآن معلمين ومعلمات لأهم لهم إلا الجوال والألعاب المسليه ( فئه قليله ) أضع كثير من اللوم علي إدارة التعليم في عمل جولات شبه يوميه علي المدارس لمتابعة أبنائنا فالعلم امانه في أعناقهم
ايضا لا ننكر خطأ الأم في عدم اتباع الطرق الرسمية.

أ. نويفعة الصحفي

أعتقد أنه من العيب و المعيب ، أن يقف الأخوة والأخوات من هذه القضية موقف الاختلاف والتضاد في امر كهذا…
فالمدرسة لها حرمتها ، وللمعلمة لها هيبتها، وللطالبة حقها من التعليم والتربية والحماية ، وتوفير بيئة أمنة مستقرة .
وهذه القضية التي نرفضها و لا نقبلها جملة وتفصيلا ، ليست محط خيارات متعددة ، أو أراء متنوعه ، بل أن من فكر بعقل وادراك جيد وبإنصاف ، يجزم تماما أن الأم قد أخطات خطأ فادح بهذا التصرف ، أقولها بكل شفافية .كان من الممكن بل من المؤكد أن الأمر لو تم فيه اتخاذ الإجراء المناسب ، ووصل للجهات المختصة ، لكان الحل بالطرق النظامية، وعلى يقين أنه ينتهي في ساعة زمن ، ويحفظ للطالبة حقها من الرعاية والأمن والامان ، بدلا من أن يصل إلى موقف غير مقبول واعتداء غير مبرر …نسأل الله تعالى أن يجنبنا المراء والجدل ، ويلهمنا الرشد في الأمر كله ..شكرا للأخت الكاتبة وفقك الله.

صبحي المعبدي

نفاق اتقو الله الأختلاف يحصل والناس تنازلو هذا من كرمهم وطيبه وبيض الله وجيهم وانتم تحارشون في مقالاتكم نحنو في خليص اسرة واحدة لافرق بيننا ولو حدث خطاء تربطنا علوم ورجاله مع بعضننا ونشكر اهالي محافظة خليص أهل كرم نعم وأكرم بهم دايم يتسامحون في ما يحصل ووصيتي اذا حصل امر لا تزيدو النار تسامح واصبحت بينهم بخير

مواطنه

الاخ صبحي المعبدي لا ارى في الموضوع اي نفاق هو فقط حديث عن الواقعه وعن عدم تكرارها وليس عن شخص المعلمه او المعتدية جزاهم الله خير على التفاهم والاتفاق بينهم ،لكن المأمول من خلال النقاشات هو العلاج وعدم التكرار وليس هناك اي امر يتعلق بإثارة الخلافات او الاختلافات لا قدر الله ..

دمعة الم

القضيه قضيه راي عام فيها اسائه لوزراه التعليم وللمعلمه وانتهاك لحرمه المدرسه وليس لها ما يبررها او يجد لها عذر والتغافل او التجاهل او تغطيه الموضوع من قبل الادارات المعنيه بهذا الامر مصيبه وجرم في حق التعليم وتشجيع لكل من تسول له نفسه بالاعتداء تحت اي مبرر وليست قضيه شخصيه يتم التراضي فيها بين الخصوم بطريقتهم

مصلحة الجغثمي

جزاك الله خيراً ياالحجازية . مقال وافي وعالج الموضوع من كافة الجوانب . لاتعليق بعد مقالك . لأفض فوك وأزهر المجتمع بآمثالك.

الصحفي

بعض الناس شر ويحث بهذا الطريقه ع الشرر ،،، اعوذو بالله الفتنه اشد من القتل

لمن الحق

الأم عُوقبت للأسف !
وأي ًأُم تعاقب بهذه الطريقه وهي تحاول أن تدافع عن طفلتها رغم وقوعها في الخطأ بشكل واضح

ويامن قلتم بأن المعلم قدوة فهو قدوة فعلاً . ولكن هل واجبه يُحتّم عليه ( ضرب من يكن …. )
وأي اجراء في حقه سيكون
كقضية مريض سُلبت منه حياته لوقوع دكتوره في الخطأ ،، فهل أُنصف المريض حينها ؟؟

فالمعلمه هنا كالدكتور فرق مسميات لاأكثر
والله أعلم بالحقيقه ان كانت كذلك او لا .٫٫ ولايضيع عند الله حقاّ .

أم الوليد

ياما ناس انظلمت ولاكن لا منصف لهم في اكثر من حادثه ظلم وبطش والله على ما أقول شهيد الام غلطت وكذالك المعلمه فلا ترمو كل اللوم على أم الطالبه ومن العيب المعيب على قول بعض الأخوات ترك المعلمه من غيرعقاب أيضا من اللازم ان يكون هناك عقوبه لكل معلمه تتجرى ان تضرب اَي طالبه لان الطالبه لم تأتي الى المدرسه الأجل ان تتعلم لاتهان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *