تَواكُب .. جِيلاً بَعد جِيل

الإكتفاء والوقوف المعرفي أحدث بين جيل القدماء والأجيال الحديثه فجوة ذات فراغ أبدي لها صنائع مؤثره بين علاقاتهم مع بعضهم البعض وأصابهم بسهام التوتر وعدم الفهم واختلاف المنطق والبيئة والتعامل في الموجودات وفي التوجية والرؤية ومعرفة المتطلبات التي تساعد بدورها بتمكين الجيلان من التعايش بتناغم ، والاهتمامات تلعب دور كبير في ذلك ، وفي واقع الأمر أن هذه الفجوة اللامعرفية تناولت جزء كبير بين أقدمونا ومن أقدمهم ودل ذلك على تواجد وتنقل هذا الفراغ بين كل جيل وجيل معاصراً لبنو البشر ، وتصيب هذه الهالة أبناء الجيل مع أبناء جيله كذلك ، سواء بتواكب المعرفة أو لعدم وجود المعرفة نفسها ولكنها تكون أشمل وأهم في القضية الواقعة بين الأجيال القديمة والحديثة تحديداً ، وبين المعرفة العلمية والاجتماعية فلهم الأكثر تأثيراً في هذا الوقع وهذا مبتغاي وحديثي ..

***

المعرفة تزداد يوماً بعد يوم في العلوم نفسها المتخصصة العلمية والنظرية والإجتماعية وفي أنظمة ماحولنا الآن كما نشاهد ، فالتطوير هو الوحيد الذي لايتوقف عنه الانسان سواء تسارع هذا التطوير أم تباطئ فهذا مختلف من بلد لآخر كما نرى بالثقافة وفكر الشعب ، والمحافظين أكثرهم تباطئاً لأسباب عدة ، والمقصود هنا التواكب والإطلاع في إلاكتشافات والاضافات الفكرية والبيئية التي تزداد يوماً بعد يوم والتي أصبحت بدورها تقدم المقومات لِصنع جيل آخر مختلف مواكب لآخر المستجدات وهذا مايحدث الفجوة بين هذا الجيلان .

***

أفضل عَالِم في القرون القديمة لو تواجد الآن لأصبح ناقصاً للمعرفة في مجاله ولأصبح كالطالب الغريب في أول يومه الدراسي رغم كونه أحد أنجب العلماء في عصره وإن كان ذا صيت بذكائة فسيحتاج لمعرفة ماتوصلت إليه الأمور الآن التي يجهلها في مستحدثات مجاله وفي العلوم الإجتماعية لكي يستخدم هذه المعرفة الجديدة باستخدام عقليته الذكية ، فالذكاء بدون معرفة لا ينتج شئ والمعرفة كذلك بدونه بلا إنتاجية مجرد نقل وحفظ ، ولكي يستطيع هذا العَالِم التعايش في هذا الزمان ذا الطابع الحديث في معاملاته الاجتماعية الحديثة المختلفة عن زمانه أن يواكب ويتعلم المستحدثات ..

***

لاتُسد هذه الفجوة بين الأجيال القديمة والحديثة سوا بِأن يواكب ويَطلِع القديم للجديد في الأمور المعرفية التخصصية العلمية والتعاملات الاجتماعية وغيرها ، هنالك أمور هم مجبرين عليها كما نرى بفرض الأنظمة الحديثة وتجد أحد الجيل القديم والزمن الجميل أمام المكائن الحديثة اليوم يحاول أن يرى مالذي يحدث وكيف يحدث الأمر ونظراته مليئة بالتساؤلات بكيفية استخدام هذا الجهاز لأخذ أمواله وإصدار جوازه وسحب تذكرته ، وقد تجد أن هذا الشخص كان الأفضل في تعليم الناس بكيفية إستخراج الأموال من البنوك وإصدار الجوازات والتذاكر ولكن بالطريقة التقليدية في زمانه ، وإن تطلع الآن مع الجديد ما أن حتى تدور الأيام وتجده متعلماً مواكباً للتطورات وربما يعود الافضل ..

***

الاكتفاء المعرفي إلى حد معين في التخصصات العلمية ينتج فجوة بين المستحدثين وقدمائهم زعماء المنطقة في هذا المجال والذي ينمون الفصام العلمي في نفوس الأجيال الحديثة بترجيعهم إلى الطرق التقليدية والاستخدامات المواكبة لجيلهم القديم وتشمل الشروحات والتدريس التقليدي ، ولا يستطيع أن يستخدم هؤلاء المستحدثون ما تعلموه وعرفوه سوا بعد تزعمهم وتمسكهم ولكن بعد فوات الأوان عندما يكون مستحدثين آخرين بين أيديهم أكثر منهم إستحداث ، الدكتور وذا الدراسة العليا وفقهم الله هم باحثين كما يعلمون وتوقفهم عن الاستمرار في رؤية المستجدات في تخصصاتهم تصنع منهم جواهل بعد سنوات عديدة لعدم معرفتهم بالكثير من الأمور التي تواجدت في تخصصاتهم .

***

كثراً مانجد أن قائدين الأسر ‘ الآباء ‘ يطلقون النصائح في المجالات العلمية والاختيارات التخصصية وكيفية المعيشة وهذا واجبهم ويشكر عليه كل أب ، ولكن هل هذه النصائح ورؤيته أتت لما هو متواجد الآن في هذا العصر أم أطلق نسق الحكم لما يعرفة منذ عشرون أو ثلاثون سنة في أيام شبابه وهناء سواد شعره حفظهم ورحمهم الله ، فلذلك نرى الصراع الدائم بين الجيلين ، وإن تواكب الابن مع والده في رؤيته القديمة لكن في النهاية يكتشف أن بعض أو غالب الأمور لم تأتي بشكل سليم مواكب لجيله لإختلاف الرؤية الفكرية بين عقلية مدبر المنزل والمجتمع الحديث ومتطلباته ، وهذا يحدث في حالة عند عدم إستطلاع قائد الأسرة المستمر لما هو مضاف وجديد ولتغييرات أجواء المنطقة الحديثة ..

***

العلوم كما ذكرت في ازدياد دائم وكل يوم وعام وربما ساعة وثانيه تضاف للمعارف معارف أخرى متطورة ومكتشفه وربما مغيره لما سبق من معارف وتكشف أخطاؤها الضيقة أو الواسعة فالانسان يحتاج لمعرفة آخر المستجدات والتغيرات في المجتمع وفي تخصصه العلمي وفي كافة العلوم لكي يُصبِح متمسك بالمرتبة العليا المُطلِعة في المعرفة دائماً وأبداً …..

إذ كنت في قمة جبل المعرفة اليوم ولم تواصل الصعود لما يضاف في القمة من مستجدات وتحافظ على المركزية الأولى ستجد نفسك في منتصف هذا العِلم أو الصرح بعد أعوام .

مروان المحمدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *