سكنا القصور الفارهة والبيوت الفخمة .. تجولنا بالمركبات الفارهة .. اقتنينا الغالي والثمين .. عشنا حياة طيبة ولله الحمد من قبل ومن بعد ، لكن علاقاتنا مع البعض كـ الجار والصاحب والقريب أيضاً اعتراها فتور وشابها شئ من الخلل ، فلم يكن ذلك موجود في عهد البساطة قبل بضع سنين .
لم يكن الجار كصورة الجار اليوم ، ولم تكن القرابة كذلك وحتى المعارف كانوا أفضل بكثير ، ربما لم تعد الحاجة تجبر الناس على علاقات جيدة مع بعضهم .
لكن أين حق المسلم على المسلم ؟ .. مهما تغيرت الظروف وتحولت الأحوال ما زلنا مسلمين نتخلق بخلق الإسلام .
لن أقف عند حقوق المسلم على المسلم ، ولن أذكرها هنا لأنها لا تخفى على مسلم وكلها عظيمة وواجبه ، ولكن أهملناها للأسف ، فحرصاً عليها أخوتي وحفظاً لها .
لكني سأقف ملياً عند أحدها وهو ما أراه مهملاً ومهمشاً عند أغلبنا .. إنها “عيادة المريض” و لم يقل زيارة المريض .. أحاديث كثيرة وآثار بليغة كلها تحثنا على عيادة المريض وما فيها من عظيم الأجور ولا يخفى ذلك على مسلم .
ما نراه اليوم في واقعنا لا يدل على ما ينبغي فعله تجاه هذا الحق العظيم .. كلنا مقصرون .. كلنا في الأجر زاهدون .
يمرض أحدهم فـ تأتيه الزيارات في أول أيامه .. الكل يزوره جماعات ووحدانا ، ولكن بعد فترة تبدأ تخف وتتقلص إلى أن تكاد تختفي إلا ممن ألهمه الله رشده وأراد مزيداً من الأجر .
للأسف هذا واقع .. وحتى بعض القرابة يعتريهم هذا العزوف أحياناً عن زيارة المريض من أقاربهم.
“نصيحة محب” : تفقدوا من حولكم .. عودوا أقاربكم المرضى .. زوروا أصدقاءكم .. لا نريد أن نندم .. لا نريد في يوم من الأيام أن نكون ممن عُزف عن زيارته وألهت الدنيا أحبته ، فكما المرض لا يدوم كذلك الصحة ، فقدم الخير تجده .
حجازية