كيف نحتفل باليوم الوطني؟

 جميع دول العالم تحسب ألف حساب وتقدر ذلك اليوم الذي كتب لها الله فيه التأسيس والتكوين والاستقلال  ومن ثم الانطلاق، ومملكتنا هي إحدى دول العالم  وذات حضارة وإرث عريق، وتحتفي فرحا بيومها الوطني الذي تأسست فيه، وأرسى دعائمها الملك عبد العزيز يرحمه الله، وحافظ عليه أبناؤه من بعده، رحم الله من مات وحفظ الله من بقي.

والتعبير عن الفرحة في هذا اليوم ليس بالعبث والأذى والتخريب، وإنما بشكر الله المنعم المتفضل، نعم نحن ولله الحمد في بلد الحرمين الشريفين، وبقيادة الملك سلمان، وولي عهده الأمين يحفظهما الله، نحس بالأمان المادي والمعنوي، وهذا والله حقيقة وليس تزلفا.

وعندما يمر علينا هذا اليوم سنويا يفترض أن الجميع حكومة وشعبًا مستعدون للتعبير عن فرحتهم باستعراض الإنجازات لهذا الوطن الغالي، والفعاليات التي تكرس وتعبر عن الوعي الحقيقي بما تم لنا من كل شئ، في كافة المجالات.

فقد تقدمت وقفزت الدولة رعاها الله قفزات نوعية في شتى المجالات، التعليمية والتقنية والسياسية والإدارية والصناعية  والمهنية والعسكرية،  والمواقف المشرفة التي وقفتها الدولة للدفاع عن الدين والوطن، ومع إخواننا من العرب والمسلمين عمومًا، وغيره وغيره… إلخ.

وأن يكون للجهات المعنية وضع برامج لذلك، ولايمنع أن يكون فيها استقطاب للشباب والمبدعين والمخترعين ورعاية مواهبهم واختراعاتهم بمزايا أكثر من الأيام العادية 

والتشجيع على تقديم أفكار للمشاريع التنموية من الطلاب وشباب وشابات الأعمال وشغلهم بما ينفعهم  ليصبح يوما يمتد بأثره لأيام من العطاء والإنتاج، واستعراض منجزات الوطن الغالي.

وبهذا نحمي مقدرات الوطن، وأموال المواطنين من ضياعها في بعض الأمور التي قد تسئ إلى بلدنا أكثر من النفع، وكلنا يرى امتهان الأعلام في الشوارع  وعلى المركبات وبها كلمة التوحيد.

آن الأوان أن نكون أكثر وعيا وإدراكا لواقعنا ومن حولنا، وأن نحتفل بالإنجازات، ونعرّف بها بشئ من العملية والواقعية والبساطة، دون هدر المال والوقت والجهد، وأن يستشعر الكتاب والأدباء والشعراء  وجميع أفراد المجتمع مسؤوليتهم ويخلدون كل ما سبق بإطلاق العنان لأفكارهم وكلماتهم بكل ما يستطيعون.

وبهذا نكون مثالا يحتذى على مستوى العالم المتقدم والمتحضر، ولما لا ونحن أمة لها إرث ديني وثقافي لا يعادله إرث  وحضارة سادت كل الحضارات.

همسة لوزير التعليم:  إن مانراه من احتفاء باليوم الوطني في المدارس يأتي على كاهل الطلاب والطالبات الذين يعانون من توفير مصاريف المدرسة (كثير منهم)، وعندما يطلب المعلمون والمعلمات أن يشارك الطلاب بشراء الملابس أو البالونات والحلويات وغيرها؛ لك أن تتخيل أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة تقريبا لو صرف كل طالب بمتوسط خمسين ريالا لتعجبت من هول وضخامة المبلغ المصروف في غير مكانه الصحيح، ودون فائدة والوطن يستحق أكثر ولكن ليس بهذه الطريقة، علموا أبناءنا أصول وأدب الاحتفاء بالمناسبات كما يجب، وبما يرسخ حب الوطن في قلوبهم لاما يثقل كواهلهم.

يجب علينا الاحتفال بالوطن كل يومٍ في السنة، وذلك بالمحافظة على مقدراته واحترام الانظمة، والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.

د. حمد البشري

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “كيف نحتفل باليوم الوطني؟

رزيق البشري ابو طلال

إطلالة رائعة وطرح متميز من خبير تربوي ..
دام قلمك✒ وفكرك? ليقدم المفيد.
فالوطن يستاهل من الاحتفاء به وان نزرعه ف قلوب ابناءنا

شكراً شكراً دكتورنا الفاضل

احمدمهنا

مثل هذه الأراء لاشك ترتقي بالواقع كله مناسباته وجميع حالاته.. ومثلك يادكتور حمد يتحدث عن خبرة ودراية

وفقك الله

عبدالله الصاعدي

رائع في طرحك يا دكتور حمد كما رائع في فكرك

وفقك الله ونفع الله بعلمك

محمد الرايقي

حقيقة بمثل هذا الطرح الراقي والمتزن
نرتقي بوطننا إلى معالي المجد من خلال غرس الوطنية والمواطنة في نفوس أبنائنا بالطرق الصحيحة والسليمة
وليس بورقة تكتب أو شال يلبس أو شيلة تغنى ويرقص عليها
بارك الله فيك وفي عطائك دكتورنا العزيز حمد البشري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *