حِرَاك!

يوم ارتفعت فيه حرارة الولاء والحب لمهبط الوحي ومهد الرسالة ، يوم تحرك فيه حب وفداء لهذه البلاد التي شرفها الله بخدمة ضيوفه (حجاً وعمرة) ، يوم لتجديد البيعة لحكام هذا البلد الذين يحملون شرف لقب (خادم الحرمين الشريفين)، أرادوه يوماً للشغب والفوضى في هذه البلاد ليكتوي أهلها بنار الفتن والتناحر وقطع الطريق ، فقطع عليهم الشعب الوفي الطريق وأعلنها مناسبة وطنية لكبح جماح أهل الهوى والغرض السيء.
وطن لنا فيه مع قادته بيعة ، وهي لمن لا يعرفها ولا يعرف تبعاتها الشرعية هي عقد بين الحاكم والمحكوم تقوم على النصح والتناصح على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مؤطرة ومقعدة في مظانها الشرعية لا تنفك عراها إلا بما يصرح ويأذن به الشرع.
وطن لنا فيه أهل وأصدقاء وإخوة من البحر الى الخليج ، ومن الشمال الى الجنوب وقلب نابض في وسطه يهيم حباً وترحيباً بكل نواحيه وأطرافه المترامية مكاناً والملتحمة حباً وولاءً لكل شبر فيه.
وطن مهما تباينا رأياً وتنوعنا فكراً فنحن فيه شركاء، نحتكم فيه الى كتاب وسنة يهتدي بهما الموفق قولاً وعملاً، وطن له في القلب مكانة، لا يعرفها أهل المكر والخيانة.
وطن استوطن فينا القلوب وتشربت شرايين الدم به فخراً وعزاً، وبرسالته التي يحمل ويدفع بها للعالم صباح مساء، لسنا ملائكة ولا رسلاً معصومين، فنجن نجتهد في تحصيل مصلحة، ونتحاور ونتعاون لندفع مفسدة.
نختصم ونختلف لكننا لا نخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي المفسدين ، ونأخذ على يد الظالم ونعري المفسد وننصح لولاة الأمر ونجتهد لدفع الضرر بما يتوافق مع المنهج الذي ورثناه عن الوحيين الذي من أخذ بها فقد أدرك الحسنيين.
ولنا في النمل عبرة عندما تنادى للدخول للمساكن التي هي بمثابة أوطان ومستعمرات ليحميهم من التحطم تحت أقدام جيش نبينا سليمان عليه السلام(وهو جيش حق) كما أخبرنا بذلك القرآن الكريم ،فكان لهم ذلك.
لذا لا نكن أقل درجة من النمل ونسمح لجنود الباطل بتحطيم بلادنا من الداخل وتركنا يأكل بعضنا بعضاً نهاراً جهاراً. إن ذلك لن يكون بأمر الله.
وطننا هو بيتنا الكبير الذي يسعى كل منا على قدر ما يستطيع للحفاظ عليه والدفاع عنه من بطر المفسدين وكيد الخائنين وجور بعض المحبين!
وطن ألجم أهله كل الأفواه التي تنادت لحراك ولد ميتاً ودعوات للشغب مشوهة مشبوهة لأشباه الرجال ولا رجال يديرون امبراطوريات الخيانة- الخياسة- السياسية.
وطن حاول أعداؤه زرع الفتنة والإحباط واليأس في نفوس أبنائه, وأن لا مجال للإصلاح أو الدفع بالبلاد نحو الترقي في درجات التنمية كسائر بلاد العالم ، لكننا اليوم نرد على هذه الشرذمة بأننا لا زلنا نتمسك بديننا الذي هو عصمة أمرنا ودليلنا في أمور دنيانا وسنذلل كل الصعاب- وهي أمر طبيعي- بإذن الله وسنرتقي سلم المجد ، وسنقول للعالم أجمع: إلا السعودية!!

محمد سعيد الصحفي
عضو المجلس البلدي بمحافظة خليص
ومحاضر الإدارة والقيادة بالكلية التقنية بجدة

مقالات سابقة للكاتب

12 تعليق على “حِرَاك!

عبدالله سيف الدوسري

جزاك الله خير يابو عمر وكثر من امثالك والله يجعل قلمك ذخرا للوطن .
اخوك / عبدالله سيف الدوسري

ابومجد

ماشالله عليك يبو عمر كلام جميل جدا
سلمت اناملك?

محمد الرايقي

أستاذنا محمد سعيد الصحفي
أنت من أوائل الأشخاص الذين نبحث عن مقالاتهم
وعندما نجدها نبحر معها في سلاسة المفردة وجودة الكلمة وعمق المضمون .
فحديثك عن الوطن حديث محب وتناولك لقضية الحراك كلام صادق ورؤية أمين أراد أن يعري أعداء الوطن وخونة البلاد .
أدام الله لنا قلمك وطرحك الراقي والمميز

مهندس محمد الصحفي

بارك الله فيكم ابا عمر
نعم ارادوه حراكا ليصبح فيما بعد معتركا وتدميرا لهذا الوطن
ولكن وعي وثقافة ووفاء هذا الشعب لقيادته حولوه ليوما تتجدد فيه البيعه لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهم الله.
خاب وخسر المتآمرون وبطلت مؤامراتهم

ابو وليد

بارك الله فيك ابا عمر ..فعلا مقال كتب بماء الذهب .. اللهم من اراد بلاد الحرمين بسوء فرد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره واحمي بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

مقبل الحربي

مقال جميل من كاتب اجمل سطر حروفا من ذهب ووفاءً لبلد الخير والنماء وكأنما يكتب عن ما في نفوسنا. شكرا ابا عمر?

بسام الصحفي

جزاك الله خير يابوعمر وادام الله على هذه البلد امنها وحكامها

الدكتور حمد البشري

بارك الله فيك ابا عمر ..مقال رائع كتب
جدا وينم عن فكر نيّر اللهم من اراد بلاد الحرمين بسوء فرد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره واحمي بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن شكرا لك على هذا العمق الادبي

الدكتور / حمد البشري

ماشاء الله عليك اخي محمد ..مقال رائع كتب
جدا وينم عن فكر نيّر اللهم من اراد بلاد الحرمين بسوء فرد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره واحمي بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن شكرا لك على هذا العمق الادبي

إبراهيم مهنأ

جزيت خيرا أبا عمر
والحمد لله أن بلادنا بخير ونعمه في ظل قيادة مباركة شعارها التوحيد وحكمها بالشريعة ويعيش شعبها على العقيدة السمحة وتعظيم الشعائر ، فلامجال لمرجف وحاقد
وفق الله الراعي والرعية لما فيه رضا رب البرية

وأرد بن شاكر الصحفي

سلمت يداك ودام ابداعك أخي العزيز أبا عمر سنظل بحول الله وقوته سدا منيعا ضد كل مارق وخوان وليخساء كل خائن وتبقى راية العز خفاقه بإذن آلله تعالى.( وطني الحبيب وهل أحب سواه)

محتار

جزاك الله خير

نور بصيرتك

مقال رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *