مع بزوغ كل فجر، وإشراقة كل شمس، وحين صلاتي وفي كل أوقاتي، في عملي وفي فراغي، بين الناس وفي وحدتي، يطمئن قلبي لأنني في معية الله وتحت لطفه وكرمه.
أضف على هذه الطمأنينة شعوري أنني أعيش في وطن لا يساوم على كرامتي، إذًا أنا يحق لي أن أشعر بتميزي عن الغير، وأسمو بهذا الشعور أمام مجاميع العالم بأسره، وأن أفتخر بمن يرى في كرامتي كرامة له، يحق لي أن أفخر بكل ذلك أمام من ينادي بحقوق المرأة، ومن نصبوا أنفسهم محامي دفاع عنها، ومدعي الحرص على حاضرها ومستقبلها، وهم في الحقيقة يسلّونها من دينها كما تُسلّ الشعرة من العجين.
حَرِيٌ بي في هذه البلاد الطاهرة أن أفخر بدين أعلى قدري في كافة أحوالي؛ أم أو زوجة أو إبنة، فأنا بهذا الدين وفي هذه البلاد جوهرة غالية مصونة محفوظة بحجابي من كل أذى وسوء، معززة مكرمة مذ كنت ابنة في كنف والدي، يسقيني حبا وحنانا وعطفا وحماية، ودون تفضيل لإخواني عليّ، كلنا على حد سواء ، حتى بقيت من بعده في كنف من لهم حق الولاية علي سواء زوج أو أخ أو ابن.
يحق لي أن أفتخر بديني وأعتز بانتمائي إليه، فلا ألتفت لعواء ذئاب تريد أن تسلبني ما أنا فيه من النعيم، وما ينتظرني عند ربي من حياة رغيدة، حق لي أن أمضي غير عابثة بشعارات وهتافات رنانة فارغة، لا تنطوي على معنى جميل أو هدف نبيل، فما كان مني سوى أن وجهت وجهي للذي خلقني، راجية منه وحده ملاذًا، وأن يكون معينًا وحافظًا لي ولكل فتيات مجتمعي خاصة؛ وكل فتيات أمة الإسلام، ففي هذا الزمان لا يتوانى أعداء الأمة من بذل الجهود المتواصلة، والتي تصب في ضياع الأمة متخذة من الفتاة مطية لتحقيق المآرب.
أختي الحبيبة فتاة الأمة، للتذكير فقط أوجه لكِ هذا النداء: أنتِ مكرمة معززة، فاحذري..
فاحذري، لا تستجيبي للدعاوي
إنها كذب وفـيـها للـظـنون مـثـار
لا تـرهـبـي الـتـيـار أنـتِ قــويـة
بـالله مـهـمـا اسـتـأســد الـتـيار
لـتـبـقـى صروح الحق شامخة..
وإن أرعـد وازبد عندها الإعصـار
حفظ الله علينا ديننا ووطننا وحياتنا ومجتمعنا، ومن لهم علينا حق الولاية الذين بهم نعتز.
أ. نويفعة الصحفي “مشرفة العلوم الشرعية بتعليم خليص”
مقالات سابقة للكاتب