الهوية الثقافية للحجاز

منذ ظهور فيلم “حارة الشيخ” وما سبقه وتلاه من مهرجانات جدة القديمة “كنا كدا” و “الحارة المكاوية”، كان موضوع الموروث الوطني التراثي والثقافي محل نقاشات واعتراضات من كثير من أهالي المدن الريئسية في غرب المملكه ( جدة، مكة ، والمدينة)، حيث يرون أن تراثهم الذي ارتبط بوجودهم حاضرة وباديه منذ آلاف السنين، من مشغولات تراثيه وملابس وآثار وفلكلور يزيد على 30 نوعاً قد تم إقصائه وتغييبه بشكل كامل بمساعدة الإعلام واختزاله في تراث حارات عوائل الحجاز الذي لا يمثل الإقليم كما يروج الإعلام.

كما يرون أن حراكهم الاجتماعي الثقافي المتمثل في وسم #هويه_الحجاز قد تم تغييبه في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي دون وجه حق.

ومن الملاحظ أنه في ظل هذا الحراك الاجتماعي الثقافي غاب المؤرخون والمثقفون والمختصون والباحثون؛ إلا من مشاركات محدودة تمثلت في محاضرة في نادي المدينة الأدبي، ومقالين بصحيفة مكة، ولقاء تلفزيوني في قناة العربية، و لقاء آخر على القناة الثقافية.

ذلك الغياب مستغرب نظرًا لأهمية التراث والموروث الثقافي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الوطن، ومن الواجب أن يدلوا بدلوهم في مثل هذا الحراك الاجتماعي من خلال إقامة ندوات ثقافية تحت قبة الأندية الأدبية، وحوارات تلفزيونية في قناة الثقافية، وكذلك في الصحف تفضى إلى إظهار الحقائق، وتوثّق موروث الوطن، وإثراء المهرجانات  والاحتفالات الرسمية والسياحية دون إقصاء أو تحوير، وبما يعزز اللحمة والوحدة الوطنية ويرسخها.

م. عبود بن علي السلمي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *