لمن تشتاق الأماكن؟

مع كل إجازة تشهد الأماكن العامة ولا سيما في مناطق السياحة في بلادنا (الحدائق، الملاهي، المنتزهات، الشواطى..) وغيرها من الأماكن التي ترتادها الأسر الباحثة عن التنزة وضعا استثنائيًا من عدد المرتادين، وهنا يظهر لنا التفاوت، وتنعكس لنا شخصية وثقافة وسلوك مرتادي هذه الأماكن من خلال تعاملهم معها.

هناك من لا تشتاق إليه الأماكن! كيف تشتاق إليه وقد تركها مليئة بالقاذورات والقمامة وبقايا الطعام؟ وجعل من هذه البقعة محرمة على من بعده وعصية على غيره، حتى تتمكن جهات النظافة من إعادتها إلى سابق عهدها.

وقد يصل بالبعض أن يجعل منها أثرًا بعد عين، لشدة ما أحدثته يداه بها من خراب، تكسير للمرافق والإضاءة وإشعال بغرض الطهي للنار على الرصيف، وذبح للذبائح، وما إلى ذلك، وكأن المكان تهيأ لمرة واحدة فقط، ويخرج بزيارته من الخدمة غير عابئ بما سببه بسلوكه هذا من تدمير للبيئة وللصحة العامة، وما خلفه وراءه من انتشار للميكروبات والفيروسات.

وهناك بحق من تشتاق إليه الأماكن؛ من أضاف إلى بهاء المكان بهاءً، وإلى جمال المكان جمالا، وإن لم يتركه كما وجده، تركه خيرًا مما وجده عليه، وأماط أذى غيره ليدعو له من أتى بعده.

مثل هذا النموذج الوضاء لا يساورنا الشك في سعة أفقه ووعيه، وفي وازعِه الديني الذي انعكس على سلوكه الراقي كمواطن صالح قدم واجبًا وطنيًا وأحسن في حق مجتمعه، وحافظ على بيئته التي سلامتها من سلامة وصحة المجتمع.

لمثل هذا نقول: الأماكن كلها مشتاقة لك.

فالح الهبتلي السلمي

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “لمن تشتاق الأماكن؟

غير معروف

لا فظ فوك بارك الله فيك انت من تشتاق الاقلام لك

يوسف

ليت الكل يقرأ هذا المقال
عنوان شيق موضوع مهم
والمستفيدين هم نحن
بارك الله فيك وننتظر ماهو جديد للكاتب المميز .

غير معروف

أحسنت وسلمت أناملك التي كتبت لنا هذا المقال الرئع
أعجبني أسلوبك في الطرح وصياغة المقال رائعة وهذا المقال من المقالات الهادفة والمعززه لزيادة الوعي ،نحتاج منك المزيد من هذا وأنت تستحق المتابعة لك شكري وتقديري

أبو لجين

أحسنت وسلمت أناملك التي كتبت لنا هذا المقال الرائع والهادف.
أعجبني أسلوبك في الطرح وصياغة المقال أكثر من رائعة،
لمثل هذه المقالات الهادفة والمعززه لزيادة الوعي والثقافة في المجتمع نرفع القبعة لكاتبها.
تستحق المتابعة وننتظر منك المزيد ولعل في جعبتك الكثير من الفائدة والمتعة.

ابو ياسر

لافظ فوك انت من يشتاق اليه الاقلام
مقال رائع جدا يلامس الواقع

ابو خالد

مقال جميل ومثير في عنوانه ويعطي رسالة لكل محبي الاصطياف..

احمدمهنا

ما باح به مقالك قضية ومشكلة ، وأنا ممن يتردد كثيرا على هذه الأماكن وقد رأيت ما أشهد به على ماكتبت ، مناظر جدا لا تليق منها مايخلفونه عند مغادرة المكان ومنها مايمارسونه أثناء بقائهم ، وترى بعضهم لا يهمه إلا نفسه دون إحساس بأقل حقوق من حوله ، يؤذيهم جدا ، ولا أرى مثل هؤلاء إلا محتاجين ثقافة أو ردع نظام ، إنه سلوك ينهى عنه الدين وينفيه الوعي الحضاري ويأباه الحس السليم..
وشكرا لك على هذا المقال ، بارك الله في فكرك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *