مع نداء الفجر

مع نداء الفجر … فقدنا … قطر

وتسأليني ما الحب !
الحب …
أن أكتفي بك
ولا أكتفي منك أبداً

دائماً أفتخر بقلمي وهو يترنم بعبير الشعر لمملكتي ويتغزل بقصائد الشعر لوطني ، ولن أكتفي ففي قلبي له محبة عاشق وعشق محب إذا فتح عيناه لم ير فوق الأرض سواه ، وإذا أغمضهما فلا يتبقى في ظلمة العين سواه ..

وطن هو البدر والبقية كواكب وشتان ما بين الكواكب والبدر .. وللتاريخ فيه صفحات مذهبة كتب فيها سيرة شجاعة الفرسان الذين وحدوا أرضه ولموا شتاته وجمعوا قبائله على راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكانت له شعاراً والشريعة الإسلامية دستوراً ، فالحمد لله حمداً مع الأيام يدوم ولا ينقطع .

وكلما قلبت صفحات تاريخه تجد قبسات مضيئة للدور الذي يقوم به ولاة أمورنا بداية بالمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – يرحمه الله – ، ثم جاء من بعده أبنائه الذين قدموا باسم المملكة العربية السعودية جل اهتمامهم بكل ما يخص أمن واستقرار العالم الإسلامي والعربي ، عملوا بكل محبة وصدق وإخلاص فكانوا محل محبة وتقدير كل الشعوب .

لله درك يا وطني تقدم الجميل وتمد يد العطاء لكل الشعوب وستظل بكل ما تحمله للإسلام والعروبة نـجماً ينير كل عتمة … وقنديلاً يشعل كل ظلمه.

واليوم يا وطني مع نبضات دخول الفجر الأول وانتظار شروق الشمس اهتزت الأسماع وزلزلت القلوب بخبر قطع العلاقات بين الأخوة والأحباب وقرأت في مدامعي مقولة شاعر كتب يوماً :

ومـا المـــرء إلّا بـإخـــوانــه
كما تقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة
ولا خـيـر فـي الساعد الأجذم

وتجولت بين صفحات شبكات التواصل اقرأ الأخبار وكم ساءني صوت الشامتين والمتربصين بالابتعاد بين من ربطت بينهم روابط الدين والعروبة والأخوة والنسب ، أصوات تناست قول الشاعر :

أخوك الذي إن سرك الأمر سرّه
وإن غبت يوماً عنه ظل حزين

يقرب من قربـت من ذي مـودة
ويقصي الذي أقصيته ويـهـين

لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وولي ولي عهده بايعناكم على السمع والطاعة فأنتم أهل للقيادة الحكيمة التي تصنع بقراراتها التلاحم والترابط وتستهدف الأمن والأمان لهذا الوطن ، ولن ننقض بيعتنا لكم لأننا نثق بكم ونفتخر بكل ما تحقق للمملكة من الأمن والاستقرار وسط عالم يموج بالمتغيرات والاضطرابات الإقليمية والدولية التي لم تزدنا إلا رسوخاً وأمناً واطمئناناً بل جعلت من المملكة نموذجاً مثالياً لعلاقات المحبة والوفاء بين المواطن السعودي وقيادته الحكيمة .

ولن ينسى شعب الخليج لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله – يرحمه الله – في الدورة الثانية والثلاثين لقمة مجلس التعاون الخليجي قوله : ( نـجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة ولا شك بأنكم جميعاً تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا لذا علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاقتنا تجاه ديننا وأوطاننا ) ، وطالب في هذه القمة تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر ..

رسالة دعا إليها الملك عبدالله يرحمه الله إيماناً منه بأن الشعب الخليجي منظومة اجتماعية لن تجدها في مجتمع آخر بالعالم .

لا شك بأن قرار قطع العلاقات مع دولة قطر لم يأتي إلا بعد صبر وبعد نفاذ جميع المحاولات الدبلوماسية لتسير السياسة القطرية وفق متطلبات البيت الخليجي الواحد ، ولكن أصر حكامها على تمثل الحكمة المشهورة ( على نفسها جنت براقش ) ، ولعل خطاب خادم الحرمين الشريفين الموجه إلى الشعب القطري يؤكد مكانة الشعب القطري في قلوب الجميع ورسالة إلى الشامتين و الصائدين في الماء العكر لنقول لهم كفاكم أيها المغردون إساءة ، كفاكم نقلاً للأخبار المسيئة ولنقف صفاً واحداً كما عهدنا أنفسنا شعباً واحداً يسهم في الدعوة إلى انضمام السياسة القطرية إلى سياسة الكيان الواحد والوطن الواحد وتبنى دعوات التلاحم والاتحاد ونبتعد عن كل ما يدعو إلى قطيعة أو إساءة فسيظل الشعب القطري في قلوبنا نردد معه أنشودتنا كلنا واحد وخليجنا واحد .

نقطة أخيرة إلى الأحبة في قطر :

لا شيء في الدنيا أحب لناظري
من منظر الخلان والأصحاب

وألـذ موسيقى تـسـر مسامعي
صـوت البشير بـعـودة الأحباب

 

عبدالرحيم نافع الصبحي

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “مع نداء الفجر

علي الزبيدي

جميلة هي القراءة الواعية للأحداث ورائعة هي السمفونية التي تعزف على وتر تقريب وجهات النظر مع تناغم فريد للانتماء والسمع والطاعة كم أنت جميل يا صاحبي!

عبدالرحيم الصبحي - أبو أوس

مرورك شرفني ايها الحبيب لا عدمت مشاركتك ولا فيض قربك نسأل الله لوطننا العزة والرفعة وخير الأحوال

ابراهيم يحيى ابوليلى

مقال جدا متوازن وفكر راقي يؤثر الاخوة والتعاضد
شكرا استاذنا عبدالرحيم على مقالك الجميل هذا
وعلى قلمك الثر
جزاك الله خيرا وكتب لك التوفيق والسداد
ودمت على ود

نويفعة الصحفي

مقال راق لي كثيرا .. فيه من التوازن والعقلانية ما يكفي لإبراز الأحداث الراهنة ، وما ترتب عليها ..
مقال لا يصوغه الا عقل واعي ، وفكر راقي جدا ..
شكرا ا. عبدالرحيم لقد ابدعت بورك مسعاك..
حفظ الله بلادنا وقادتنا وأدام عليها الأمن والأمان ..

عبدالرحيم الصبحي - أبو أوس

أستاذ إبراهيم. أستاذة نويفعة
جزيتم خيرا شكرا لمروركم ونسأل الله العزة للوطن الذي نحمل اسمه ويكفينا شر كل حاقد وحاسد وأن يعيد إلينا قطر حكومة وشعبا ردا جميلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *