صدقة الماء

من المعلوم أهمية الماء للمخلوقات كلها، وفقد قال الله تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ وصدقة الماء هي من أفضل الصدقات؛ لما للماء من أهمية، ولهذا عندما يوفق الله سبحانه وتعالى الدولة لتوفير الماء للناس فهذه نعمة كبيرة تستحق الشكر.

ولقد وفق الله القائمين على وقف الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله تعالى ـ للعين العزيزية، حيث وفر هذا الوقف وبمتابعة شخصية من مستشار خادم الحرمين الشريفين؛ أمير منطقة مكة المكرمة؛ صاحب السمو الملكي؛ الأمير خالد الفيصل لتوفير الماء في هذا الشهر الكريم للصائمين.

هنا تتضافر الجهود لنيل الأجر والثواب من الله، كلٌ في موقعه ومسؤوليته، فقد وفر هذا الوقف الكريم مئات الملايين من عبوات الماء، وأنا أتحدث هنا من منطلق عملي في جمعية البر الخيرية، فقد تم توزيع الماء بكميات كبيرة وبالمجان، وبجهد يشكر عليه كل من ساهم في هذا العمل المبارك النبيل.

وقد وصلت إلينا في جمعية البر بمحافظة خليص مليون عبوة من ماء هذا الوقف الخيري، ولم يتم هذا الأمر إلا بعد متابعة دقيقة من القائمين على هذه الجميعة ممثلة برئيس مجلس إدارتها ونائبه وجميع الأعضاء والموظفين، وبمتابعة من مدير الجمعية شخصيًا، والذي أظهر حرصه على إيصال هذه الكميات بأسرع وقت، وتابع آلية التوزيع حتى وصلت هذه العبوات إلى جميع المكاتب الفرعية التابعة لجمعية البر بخليص ومن ثم توزيعها على مساجد المحافظة.

ولـ أئمة المساجد كذلك والقائمين عليها جهد يشكرون عليه؛ من تبريد هذه المياه ووضعها في الصفوف أثناء صلاة التراويح والقيام ووجبات إفطار الصائمين، وعندما يرى الإنسان هذه الجهود يوقن أن الأمة مازال الخير فيها؛ الكل يبحث عن الأجر والمثوبة.

وبما أنني متابع تماما لهذا العمل النبيل كوني أمين مستودع جمعية البر بخليص؛ فكان من الإنصاف أن أشيد بهذه الجهود الجبارة والمبذولة لتوفير هذا الماء، فالذي يلاحظ هذا العمل من أول ما تعبئة المياه من مصنع القصيم ويرى مدى الدقة في العمل؛ من تغليف وإيصال هذه الكميات الهائلة إلى كل الأماكن التي تصرف فيها هذه المياه؛ يعلم يقينًا أن هذا كله بتوفيق الله سبحانه وتعالى، وبمتابعة دقيقة من المهتمين، وأنه من الواجب على كل منصف أن يشيد بهذا العمل الجبار.

وما دفعني لكتب هذا المقال سوى أنني وللحق أعجبت أيما إعجاب، بل دهشت بمدى حرص القائمين على هذا الوقف المبارك؛ وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية، لإيصال هذه الكميات الوفيرة، فأسأل الله أن يجزي كل من ساهم بهذا الأمر الجزاء العميم، وأن يجعل كل ذلك في موازين حسناتهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ولا ننسى جهود صحيفة «غران» الرائدة في متابعة هذا الأمر، والإعلان عنه، وحرص القائمين عليها بنشر الأخبار عن كل ما يهم المجتمع في هذه المحافظة المتكاتفة في عمل الخير، ولرئيس تحريرها؛ الأستاذ أحمد الصحفي لمتابعته لكل ما يهم هذه المحافظة؛ فكم حدثني عن الكتابة عن هذه الجمعية والإعلان عن خدماتها لتوعية المستفيدين من هذه الخدمات؛ فأسأل له الله تعالى العون والسداد.

 

إبراهيم يحيى أبوليلى

مقالات سابقة للكاتب

8 تعليق على “صدقة الماء

أبوباسم

شكرا لك استاذ ابراهيم لقد قلت حقا لااظن احد يقوم بعمل مبارك كهذا العمل الا من يرجو الخير والثواب من الله .وقدشاركت مع مكتب غران الخيري في هذا المشروع من سنوات واعلم قدر المشقة والتعب الذي يعانونه منه المشاركين في تنفيذ هذا المشروع الخير.ولا يعمل فيه الا محتسب.فجزاهم الله خيراً. وجزى الله المؤسس ومن قام بعده من ابنائه المباركين. .. على هذا العمل خير الجزاء…
وليس بغريب عليهم وقدوصل خيرهم الى اقصى بقاع الارض.

وضاح

هنيئا لكم بالاجر والثواب واعانكم الله على ما تقومون به من اعمال خيره جعلها الله في موازين حسناتكم
فلتسمح ليه استاذي الفاضل بسؤال وهو هل هذه المياه توزع فقط في شهر رمضان للمساجد فقط ام للمحتاجين نصيب منها ؟
لان حسب معلوماتي بان اغلب قرى محافظه خليص مياه ابارها غير صالحه للشرب مما يجعل الاهالي يشترون المياه الصحيه للاكل والشرب وبعضهم ظروفهم الماديه صعبه مما يثقل على ميزانياتهم
المعذره استاذ الفاضل اطلت عليك بالاسئله
تقبل خالص تحياتي وتقديري

ابراهيم يحيى ابوليلى

تحياتي لك استاذ وضاح واشكر واثمن حرصك على هذا الامر وسؤالك الخيير من المعلوم ان هذا المشروع هو موسمي في شهر رمضان المبارك وهو حقيقة يخص بالدرجة الاولى تزويد مساجد المحافظة بهذا الماء وكما ذكرنا لصلاة التراويح والقيام واوجبات افطار الصائمين فقط على مدار شهر رمضان بالكامل ونرجوا ان يتم في قابل الايام تزويد الاسر المحتاجة بهذه المياه وحقيقة هو مشروع مبارك نسأل الله ان يجزي القائميين خير الجزاء …. وشكرا مرة اخرى على حرصك على هذا الامر كتب الله لك اجر النية وجعله في موازين حسناتك .

فيصل اللبدي

كل الشكر لك أخي إبراهيم بعد شكر الله على ماتبذله من جهد مبارك حيث كنت ولازلت تواصل العمل الليل مع النهار لإيصال هذه الكميات في زمن قياسي وقد تم لك ذلك فهنيئًا لك هذا الإنجاز الذي ينوء به العصبة من الرجال

وضاح

تحياتي لسمو شخصك الكريم على التوضيح ونسال الله ان يكتب الاجر والمثوبه للقائمين على هذا الوقف ونتمنى ان يكون في قابل الايام على مدار السنه للاسر المحتاجه

ابراهيم يحيى ابوليلى

تحياتي لك استاذنا الفاضل ابا عبد الله فيصل اللبدي وانتم في موقع المسئولية ولم يكن ليتم هذا الامر لولا عون الله وتوفيقه ثم ارشاداتكم ومتابعتكم الدؤوبه وتوجيهنا ووضع آلية التوزيع من قبلكم وعذا ملاحظ وجلي وخرصكم الدائم في القيام بايصال المساعدات بشتى انواعها للمستفيدين من خدمات هذه الجمعية واعمالها النبيلة انتم وكل فرد فيها كل بدوره اسأل الله ان يجزل لكم الثواب العميم وان يجعل كل ذلك في موازين حسناتكم .

عبدالعزيز مبروك الصحفي

مقال رائع وجهود كبيرة تبذل في سبيل إيصال الماء إلى المستفيدين منه؛ فجزا الله القائمين على ذلك خير الجزاء.
مالفت نظري هو مليون عبوة لجمعية واحدة وبالتأكيد هناك الكثير من الجمعيات، والسؤال الذي يطرح نفسه ما مصير العبوات الفارغة هل هو حاويات النفايات أو الشوارع أم أن هناك من يقوم بتدويرها.
إن فات على الأخوة القائمين على المشروع الإستفادة منها هذا العام آمل أن يخطط للإستفادة منها في الأعوام القادمة.
قيمة العبوة الفارغة في أمريكا 5 سنت يسترجعها المستهلك حين إرجاعها إلى البائع وبحسبة بسيطة وجدت أن مليون عبوة قيمتها 50000 دولار أي ما يعادل 187500 ريال.
حبذا لو قامت الجمعية بعمل خطة لإسترجاع العبوات الفارغة وبيعها على شركات التدوير.

ابراهيم يحيى ابوليلى

الاستاذ القدير عبدالعزيز مبروك لفتة ممتازة منك اخي وهذا حرص على مقدرات البلد فعلا معك كل الحق في تسائلك عن مصير تلك الكمية الكبيرة من العبوات الفارغة ولطالما فكرت انا كذلك بمجرد رؤيتي لها وهي ترمى فلو اننا نستفيد منها بعد تدويرها واعادة استعمالها ….. على العموم ربما تسائلك هذا لمن يهمه الامر فتكون سبب للقيام بهذا الامر والاستفاده من هذه العبوات اشكر لك حرصك اخي الكاتب القدير وطالما ان لك قلم الكل يدرك مدى رقية فاقترح لو انك تكتب مقال حول هذا الموضوع جزاك الله خيرا وكتب لك الاجر والمثوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *