إن الله يأمر بالعدل

مع نهاية كل عام واقتراب موسم الحصاد، ينشغل الجميع بقطف الثمار وجني الأرباح، فالمتعلمون والمعلمون، على حدٍ سواء، ينتظرون بشوق نتاج ما غرسته النوايا وسقته الهمم.

وهنا سأتناول جانباً لِما يترقبه المعلمون مع انصرام كل عام، إنه التقييم المنتظر والرفيق في السفر للعام القادم، حيث تُبنى عليه عديد من القرارات، ويُنظر له في جديد المفاضلات؛ لذا يحرص عليه المعلمون، ويُساوم عليه بعض المسئولين.

للأسف، يُستخدم الأداء الوظيفي من قِبل بعض قادة المدارس وسيلة ضغط على المعلم الطموح الذي يريد إكمال دراساته العليا أو الإنتقال لمواقع أخرى خارج جدران الفصل يكمل فيها مسيرته التعليمية، ويمتد هذا الأسلوب المقيت ليصل من يتوقون شوقاً للقرب من أهلهم وخلانهم، وما آهات “المغتربين” ببعيدةٍ عن مسامعنا، وقد تصل الضغوط في بعض الحالات إلى إملاءات وإشتراطات أقرب إلى إبتزاز المواقف، في مشهد لا يمت للعملية التعليمية بأي صلة كانت.

“السلطة المطلقة مفسدة مطلقة”، هكذا أثبتت الوقائع صحة المقولة، فعندما يكون قائد المدرسة صاحب حظوة يستغلها ويمارس بها سطوة، فلن يجد أفضل من الأداء الوظيفي يلوح به في العشي والإبكار لمن يرفض الإنصياع واللحاق بالأتباع، في حين نجد ندماء السهر ورفقاء السفر قد نالوا من الحظ أوفره ومن الأجر أعظمه، في تباين واضح أصاب العملية التعليمية في مقتل.

الحديث عن تقييم المعلم ذو شجون، إذ لابد من الجهات ذات العلاقة وقف “بلطجة” بعض القادة ومحاسبتهم على تقييماتهم التعسفية.

من أبجديات العمل الإداري أن يسبق التقويمُ التقييمَ، إذ لا يُعقل أن يتم التقييم دون زيارات ميدانية يقف المشرف والقائد على واقع المعلم ويبديان له التوجيه والإرشاد ومن ثم يكون التقييم وفق معايير وعناصر معينة ، لا كما يقوم به البعض من تعبئة سجل الزيارات بشكل عشوائي ودون زيارة.

أيضاً من المهام الرئيسية إطْلَاع المعلم على درجة أدائه الوظيفي وإخباره بمواطن القصور؛ ليتداركه إن أمكن أو يتفاداه في المستقبل.

للإدارة أخلاقيات يجب مراعاتها والتمسك بها، كما أن لها أسس ومباديء تقوم عليها في تعاملاتها، من أبرزها العدالة التي يجب أن تأخذ بها من منطلق شرعي قبل أي شيء آخر.

 

سامح عبدالرحيم الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

10 تعليق على “إن الله يأمر بالعدل

ابو خالد

مقال جميل وهادف وهذا مالمسناه من بعض القاده اسأل الله لهم الهدايه وان يردهم عن هذا التصرف الى مافيه خير حتى لا يأخذو على عاتقهم وزرا فاليوم دنيا وغدا آخره

عبدالله الحربي

كلام جميل ❤️??

ابو حنان

روعة المقال وطريقة الطرح والموضوع اروع

ابو خالد

مقال في الصميم ..أتمنى أن يصل هذا المقال لكل قادة المدارس…

ابو اسامه

ابدعت ياصاحب المقال وانت ماتكلمت الا من واقع ولا نعمم وانما هناك حالات شاذه ظهرت الان ربما صغار في السن وسلمو السلطه واستخدموها بطريقه لاثبات الذات فالأكيد انهم لايجيدون ماكلفو به من عمل اداري مبني على روح التعاون والمساواه واردو اثبات ذاتهم بالتسلط.

ياسين بن سلمي أبو أحمد

مقال جميل أبو غسان
هناك أسس وأساليب تقويم الأداء الوظيفي يجب أن يلتزم بها القائد في عمله
تقويم الأداء الوظيفي هو عملية إدارية تتم بغرض القياس للتأكد من أن الأداء الفعلي للعمل بتوافق معايير الأداء المحددة
ويعتبر التقييم متطلب حتمي لكي يحقق المنظمة وأهدافها بناء على المعايير الموضوعة
أن تقييم أداء الموظفين هو عبارة عن مراجعة لما أنجزته
فمن خلال التقييم وبناء على نتائجة تتخذ القرارات بمكافأة المجتهدين ومعاقبة المقصرين
من هنا تظهر أهمية هذه العملية من ضمان جودة تحقق المنظمة لاهدافها والتحقيق من مستوى كفاءة وفعالية العاملين وقياس مدى الإنتاجية التي يساهم بما المواطن من إنجاح أعمال المنظمة
هناك معايير تطبقها شركة ارامكو السعودية اتمنى تطبيقها على جميع الدوائر الحكومية

ماجد حامد أبو جهيم

كالعادة مقال رائع بريشة فنان ، لامس هموم المعلمين وإن كنت بعيداً عنها .
أي نظام لاتوجد له معايير واضحة وآلية تنفيذ
طبيعي أن يبقى رهين الاجتهادات الشخصية وربما العلاقات الشخصية وأمزجة المسؤول .

وداد

جزاك الله خيرا على المقال ولكن ليكون في المعلوم ان الاداء الوظيفي للمعلمة لا تستطيع القائدة المدرسيه وضعه ابداً منفرده بل لا بد من موافقة المشرفه الفنيه للماده وان اصرت القائدة بالرأي فإن المشرفه لا تعتمد في نظام نور وقد يصل الامر الى مديرة المكتب او مديرة التعليم حتى الاتفاق على رأي واحد ولك شكري

متابع

باختصار
زي مافيه ظلم في وضع درجة الأداء الوظيفي . أيضا هناك مجاملة ! فمن أجل النقل الخارجي يُعطى البعض 100 من 100 وهي درجة نعلم يقينا أن أي معلم في سنته التجريبية الأولى من المستحيل أن ينالها لقلة الخبرة لكن نلاحظ أن طالبي النقل خاصة في المناطق العيدة يحصلون عليها من مدراءهم رغبة في تحقيق النقل . الموضوع شائك ويحتاج تدخل من الوزارة ولعل من الحلول أن تقوم بالتقييم جهة خارجية ليست لها علاقة بالوزارة أي جهة محايدة !

محمد الرايقي

كلام واقعي
ومن أجل القضاء على هذه السلبية
التي ربما يكون للمعرفة الشخصية أو الصداقة الحميمة دور في كتابة درجة التقرير النهائي .
فلماذا لاتكون درجة التقويم بواسطة ثلاثة أشخاص :
– القائد التربوي
– مشرف المادة
– المشرف المنسق للمدرسة
لذلك سيكون التقييم أقرب إلى العدالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *