مقاضي رمضان

أن المتتبع لحال المجتمع اليوم يجد العجب في إستقبال ضيف كريم يعلم الجميع الهدف من قدومه وما يحمله من بشارات وهبات ، ولكن الاستعداد لإستقبال هذا الضيف يخالف الهدف من قدومه فهل هي حاجه أم عادة تمكنت من المجتمع ومع الأيام ارتقت إلى درجة الحاجة .

“مقاضي رمضان” .. معارك وزحام .، تخفيضات أشكال وألوان .. مغريات للشراء في العرض والتقديم .. فلما كل هذا ؟ وهل نحن في حاجة لكل ما نشتريه ونكدسه ثم نطبخه ونرميه ؟! ..

الصحة انهارت وحاويات النفايات للعقوبة أشارت ، اشتكت مما تراه وتحتويه من موالح وحلويات وأطعمة ، غيرنا منها محروم وعندنا تفيض فلا نجد لها في البيت مكان ومن الجيران طالب.

لست معارضاً ولا مخالفاً للمجتمع فكما لرمضان خصوصية في العبادة فإن له خصوصية في السفرة الرمضانية . ولكن لِمَ نبالغ في الكم والنوع ونأتي بكل ما هو معروض فهل هي خيار أم مفروض ؟!

أن المال والجهد المبذول لإعداد سفرة رمضان يأخذ من المجتمع الكثير فكم انشغلت ربة البيت في الإعداد ، وكم دُفع لجلب كل ماعُرض من آخر المتجر إلى الباب ، لِمَ لا تكون المشتريات الرمضانية مبنية على الحاجة وليست على عادة يمكن أن نقف سويا لتغييرها .

إن أخوَف ما نخافه اليوم هو أن تحل بنا عقوبة نتذكر بعدها النعمة التي ننعم بها الآن وحُرم منها الأهل والأجداد ، وتتمناها الكثير من البلدان .

اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من الصائمين القائمين ولحدودك مقيمين .

 

فهد علي الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “مقاضي رمضان

اخيك حامد الصحفي ابووسيم من خليص

اولا الخير في الناس يبشر بخير كثير
ثانيا عند البشر سوف يكون الصيام لله يقابله تامين من الاطمة وهذا شيء عادي اما التبذير شيء محرم في كل الاوقات
ثالث فرحة البشر عند الافطار فرحة المسلم
الافطار بنعمة الاطعمة اكرمها الله له

ابراهيم يحيى ابوليلى

جزاك الله خيرا استاذ فهد علي الصحفي فهذا المقال هو عبارة انذار وتحذير فكم تكلم العقلاء في هذا ولكن كانت صرخاتهم في وادي يردد صدى الاصوات … وكأن الحكمة من رمضان ليس الجوع ليحس الاخ الموسر بحاجة اخيه المعسر والخوف كل الخوف ان يكون ما نحن فيه إنما هو استراج للعقوبة نسأل الله السلامة والعفو … شكرا مرة اخرى لمقالك العميم بالفائدة كتب الله لك الأجر والمثوبة.

متعب الصعيدي

(إن أخوَف ما نخافه اليوم هو أن تحل بنا عقوبة نتذكر بعدها النعمة التي ننعم بها الآن وحُرم منها الأهل والأجداد ، وتتمناها الكثير من البلدان)
نعم صدقت والله هذا أخوف ما نخاف منه
أمس كنت أشاهد مقطع فيديو يظهر حفل زواج في مكة وبواقي الأكل ترمي في حاوية النفايات لحم ورز والصحون ملأ والقوم يرقصون مزمار بعد ملأوا بطونهم والصحون مكومة على بعضها يكادون يدعسون عليها بأقدامهم
هل هذا من شكر النعمة … فلننظر في ما حل بالصومال والعراق وسوريا ونعتبر فلا أحد عزيز على الله و سنن الله تمضي ع الجميع؟!!!!

صالح المزروعي

الحمد لله علي كل حال ونسأل الله الهدايه للجميع
برغم ان الكل يعرف ذلك

ونشكر الاستاذ فهد

ابراهيم مهنا

صدقت أبا مهند
عندما تصبح الموائد ترف فهو خطر نحتاج معه للوقفة الصادقة
فالترف يشغل كثيرا عن جودة المتطلبات الأساسية
وهذا ماجعل ربات البيوت يقضين الوقت الثمين في صناعة مايزيد عن الحاجة
نعم لهن أجر وليكن الطعام على قدر الحاجة

الحربي

أكاد أجزم أن العادات والتقاليد هي المعيار لسلوك حياتنا وليس الدين والشريعة
والمظاهر تغلب علينا أكثر من غيرها

محمد الرايقي

سلوك مرفوض لن يتغير إلا بتغير ثقافة المجتمع
والإستشعار بفضل وقيمة هذا الضيف الكريم
الذي يأتينا كل عام من أجل الاستزادة من العبادات

مقال رائع كتب اجرك بما كتبت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *