الشحاذون الجدد

فيما مضى كان من المعتاد رؤية من إبتلاه الله

بالفاقة والعوز يدور عند الاشارات أو عند أبواب

المساجد أو أمام الأسواق .. وأصبحت فيما بعد

مهنة من لا مهنة له.

وبات هناك من ينظم لها بطريقه أو بأخرى ،

وامتلأت منها خزائن مشبوهة ودُعمت عصابات

منها هدد أمن البلاد داخلياً ومنها ما امتد خارجه .

قمنا جميعاً بمحاربتهم والأخذ بيد من حديد

على من يسلك هذا السلوك … علاوة على

وجود هيئة مكافحة التسول .

بدأت الأعداد تتضاءل ولم نعد نراها كما كنا ،

تحجمت وتقلصت .. لكن ظهرت فئة يحسن

تسميتهم “الشحاذون الجدد” نظراً لتطور

الوسيلة وتغير الأسلوب .

نعم فئه جديدة تشحذ بتقنية جديدة

وأسلوب آخر .. إنهم مشاهير قنوات

التواصل الاجتماعي ومشاهير السناب بالذات.

لم يعد لدى بعضهم أدنى كرامة أو قليل من

الحياء ، فقد يكون البعض ثمن لإعلان تجاري

وهذا قد نتغاضى عنه ، لكن شاهدنا من

يشحذ بكل وقاحة عن طريق إفتعال المواقف

الدرامية وإستجلاب العواطف .

فمثلاً أحدهم يذهب مع أطفاله إلى مكان

يدعونه –  إيڤينت –  كلمة دخيلة تعني

مهرجان أو ماشابه .. المشكلة أنها

أصبحت متداولة مع شديد الأسف .

هذا المشهور يأخذ أبنائه ويذهب

لهذا المهرجان الخاص بالأم ، ويعود

بكل حزن من المكان الذي كان ينوي

شراء هدية لوالدته من هناك ،

وأطفاله لأمهم ، لكن بحسره يتكلم :

“لم أجد شيئاً يخص الأم”؛   وكأن الأماكن

الأخرى أغلقت حتى لا يبتاع منها .

المهم .. تأتيه الهدايا من كل مكان

ليقدمها لوالدته وكذلك أبنائه فيعود

السرور والفرح إليه ويمطر صاحب

الهدية التي قاربت الألف ريال بوابل

من المديح المغري .

هذا وأمثاله كثر .. بعضهم يتسول

مباشرة والبعض غير ذلك .. 

فلندع المتسولين الأولين وشأنهم أو

نقم هيئة لمكافحة الشحاذون الجدد !!

حجازية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *