الليلة الأغلى !

هي ليلة عالية القدر رفيعة المكانة يترقبها الصالحون مع دخول ليالي العشر الأخيرة من الشهر الفضيل ، يترقبونها بشوق لكي يحيون ليلها بصلاة وقيام وذكر ودعاء وعيون باكية ودموع صادقة وقلوب خاشعة ، ليلة خارج حسابات الزمن ولا تقدر بثمن ليلة إن فاتتك سنين عديدة فلا تفوتك هذا العام  فكلنا يحمل على عاتقه هموم والآم . وفي نفسه أمنيات صغيرة وأماني كبيرة تدور في خلده طوال العمر ولا يزال يحدث النفس بالآمال ويترقب حدوثها ولطالما حدث بها نفسه في الخلوات وربما تلذذ بها وهو يتخيل أحداثها ويتصورها واقعا يعيشه . 

إننا على موعد مع الكريم ولقاءً مع الرب العظيم واسع الرحمات مجيب الدعوات قاضي الحاجات … تعالوا لنهيئ أنفسنا لهذه الليلة نترقبها نطرق فيها الباب بشعور أنه سيفتح لنا وسيجيب دعاءنا ويحقق أمنياتنا (أنا عند ظن عبدي بي )

فلنحسن الظن بالله الكريم ولنحيي هذه الليلة بصلاة خاشعة وبذكر دائم ولنخلوا بأنفسنا ولنضع أمنياتنا بين يديه ولنسميها بأسمائها … تعالوا لنحدثه بكلامنا العادي البسيط وبصوت خافت نبث له هماً طالما أرَقنا ونشكو إليه غماً جثم على صدورنا زمنا طويلا . فلنسأله بإلحاح شديد (إنه يحب الملحين في الدعاء)  

حدَث نفسك من الآن أنك ستلتقي به ستحدثه بهمومك ستطلب منه قائمة طويلة وأشياء كثيرة ( الله أكثر)

لو قدر أنه ستتاح لك الفرصة للقاء الملك لمدة نصف ساعة قل لي الآن كيف ستسعد له ! ماذا ستطلب منه ؟ إذن أنا أبشرك بأنك ستلتقي بملك الملوك في ليلة قدرية ملائكية يفرق فيها كل أمر حكيم .

 فهيا للقاء الكريم في ليلة ننثر فيها بين يديه كل أحلامنا وأمنياتنا وحاجاتنا لعلنا نصيب فيها نفحة من نفحاته لنسعد بها سعادة الدارين .

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

 عبدالرحمن مصلح المزروعي

مقــالات سابقة للكاتب :

 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *